“إسرائيل” تستعد لتصعيد محتمل في الشمال وقناة عبرية تستعرض سيناريوهات حزب الله
قالت قناة عبرية، مساء اليوم السبت، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لتصعيد محتمل في الشمال، بالتزامن مع إعطاء شركة “توتال” الفرنسية صاحبة امتياز الغاز الضوء الأخضر لبدء عملية فحص خط الأنابيب في حقل “كاريش” تمهيدا لبدء استخراج الغاز.
وأضافت القناة “12”: “يضغط الأمريكيون على لبنان لقبول المخطط والوصول إلى اتفاق الحدود البحرية، لكن في المؤسسة الأمنية وبالتزامن مع ذلك تجري الاستعدادات لتصعيد في الشمال”.
وأضافت: “الخوف هو أن حزب الله سيحاول خلق استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد – من يوم معركة في الشمال إلى حرب شاملة. في حالة عدم وجود أعطال، يمكن في غضون أسابيع قليلة تدفق الغاز من منصة حفر كاريش”.
وحول السيناريوهات المتوقعة حال بدأت إسرائيل العمل في حقل “كاريش” دون توقيع اتفاق لترسيم الحدود مع لبنان وهو ما هدد “حزب الله” بأنه لن يسمح به قالت القناة: “يمكن أن تأتي مثل هذه الخطوة في شكل إطلاق طائرات بدون طيار باتجاه منصة كاريش (كما سبق وفعل “حزب الله”)، وإرسال قطعة بحرية إلى إحدى منصات الغاز لضربها فوق أو تحت الماء”، مشيرة إلى أن الاحتمال الآخر “هو وقوع حادث على الحدود البرية بين الدولتين”.
وأضافت: “هناك توازن رعب بين إسرائيل وحزب الله: لدى المنظمة حوالي 140 ألف صاروخ وقذيفة هاون (معظمها قصير المدى)، والقليل منها فقط دقيق بفعل الهجوم على مصانع تحويل الصواريخ إلى دقيقة في سوريا. علاوة على ذلك، يمتلك حزب الله قوة رضوان – عدة مئات من المقاتلين مدربين ومجهزين لتنفيذ عمليات اجتياح داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وتابعت: “في مقابل ذلك، بنت إسرائيل قدرات جديدة في الدفاع والهجوم: الكثير من المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي سمحت ببناء بنك أهداف كبير – أكثر من عشرة آلاف هدف. الأمر لا يتعلق فقط بأهداف منظمة حزب الله، ولكن أيضا البنية التحتية للدولة اللبنانية في مرمى النيران. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إتلاف منصة الغاز إلى قرار إسرائيلي بتعتيم لبنان بالكامل”.
واعتبرت القناة أن لا أحد في إسرائيل معني بالحرب، لكن من المؤكد أن يظهر هنا سوء تقدير يؤدي إلى التصعيد. ومع ذلك، لا يزال الاهتمام في لبنان وإسرائيل هو التوصل إلى اتفاق وخفض التوترات على جانبي الحدود، لذلك هناك فرصة كبيرة لتوقيع اتفاق في النهاية بما يرضي الطرفين”.
وأوضحت إسرائيل أمس أن إنتاج الغاز سيتم بأي ثمن، حتى لو لم يتم التوقيع على اتفاق مع لبنان. في المؤسسة الدفاعية أكدوا للوزراء في اجتماع “الكابينت” أن هناك فرصة للتوقيع على اتفاق لا ينبغي تفويته. وأوضح مسؤول سياسي رفيع “وقعنا في موقف حساس وخطير للغاية في الشمال”.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه على الرغم من الانفجار في المفاوضات، لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق غاز حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة مطلع الشهر المقبل.
في المجلس الوزراي المصغر الذي انعقد أمس الأول، عرض على الوزراء رأي المؤسسة الأمنية الذي وقعه وزير الجيش بيني غانتس – والتي تنص على ضرورة توقيع الاتفاق مع لبنان في الإطار الزمني الفوري، بنهاية شهر.
والسبب في ذلك، بحسب القناة، أن رئيس لبنان ميشال عون ينهي منصبه في ذلك التاريخ، وبالتالي فهذه فرصة، بحسب القناة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على تفاصيل الاتفاق: “نحن نتشوق لطرح الاتفاق على طاولة الكنيست، لأن الجميع حينها سيرى أي إنجاز هائل لدولة إسرائيل”.
وكانت إسرائيل أعلنت رفضها ملاحظات أبداها لبنان على مقترح الاتفاق الذي قدمه الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين، ما يهدد بتفجير الاتفاق المتبلور.
ويدور الاقتراح في الأساس حول منح لبنان حقل قانا البحري للغاز الذي يطالب به، مع تخصيص شركة “توتال” التي ستتولى عملية التنقيب، بعض العوائد منه لإسرائيل مقابل منح حقل كاريش كاملا لإسرائيل.