اخبار

لهذه الأسباب رفض نائل البرغوثي توجيه رسالة بذكرى اعتقاله الـ42

في الذكرى الثانية والأربعين لاعتقاله ودخوله عامه الثالث والأربعين، التي وافقت اليوم الأحد، رفض الأسير نائل البرغوثي (65 عامًا) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، أن يوجه رسالة كما كل عام، واكتفى بالتعقيب “الصمت أبلغ”.


وتوضح أمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي لـ”القدس” أن نائل اكتفى بذه العبارة “الصمت أبلغ” في رسالة عب على تقصير الدور الرسمي الفلسطينية والفصائل من قضية اعتقاله وما رافقها من مراحل، ومناسبات أليمة وثقيلة على نائل.

وتقول أمان نافع: “إن التقصير تجاه قضية نائل وقضية الأسرى، والمماطلة القانونية التي يمارسها الاحتلال بحقه وإيمانه بأن اعتقاله سياسي ليس أكثر، دفعت نائل إلى عدم إرساله رسالة هذا العام بذكرى اعتقاله، والتي حملت نوعًا من العتب على الفصائل الفلسطينية والدور الرسمي الفلسطيني، لتقصيرهم الواضح تجاهه وزملائه الأسرى.

وشددت نافع على أنه يتوجب تكثيف الجهود للإفراج عن الأسرى، وخاصة نائل الذي أمضى أكثر من ثلثي حياته في سجون الاحتلال، وقالت: “لو كان هنالك عالم حر لما بقي نائل 42 عاماً في الأسر”، فيما تساءلت في رسالة عتاب للفصائل والدور الرسمي، “كيف يترك أسرى مدة تصل لأكثر من 40 عامًا في سجون الاحتلال دون العمل بشكل جاد وبذل جهود لازمة للإفراج عنهم”.

أمان نافع أكدت على وجود مماطلة من قبل محاكم الاحتلال في قضية نائل، منوهة إلى أن محامي نائل يطالب محكمة عوفر دومًا، للرد على طلب محكمة الاحتلال العليا التي كانت قد طلبت من محكمة عوفر ردًا من اللجنة القانونية للبحث في قضيته، حول سبب اعتقال نائل، لكنها وحتى الآن لم ترد عليه، بالرغم إلا أن محكمة عوفر تماطل بالرد حتى الآن منذ نحو 3 أشهر.

ورغم الألم الذي يعانيه نائل البرغوثي في سجون الاحتلال، إلا أنه وفق زوجته أمان نافع، “مؤمن كما بقية الأسرى، بأنه شمعة تنير طريق النضال لتحرير فلسطين، والزيتونة الفلسطينية الراسخة في هذه الأرض”.

الأسير نائل البرغوثي الذي أنهى اليوم، عامه الـ42 في سجون الاحتلال، ودخل عامه الـ43، في أطول مجموع مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ما يفرض العديد من التساؤلات على الحركة الوطنية الفلسطينية ومصير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأكثر من 300 أسير أمضوا أكثر من 20 عامًا، لتُشكل هذه التجربة شاهدًا تاريخيًا على جريمة الاحتلال المستمرة بحقّ الأسرى، وفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني.

واجه نائل البرغوثي الاعتقال منذ عام 1978، وقضى منها (34) عاماً بشكلٍ متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وتبقى اليوم منهم رهن الاعتقال (48) أسيرًا، واليوم سيتحرر أحدهم وهو الأسير عماد فاتوني من سلفيت، بعد أنّ أمضى ما مجموعه 30 عامًا في سجون الاحتلال.

ومؤخرًا عُقدت جلسة للأسير البرغوثي في المحكمة العسكرية للاحتلال، بعد أن أعادت المحكمة العليا القضية للمحكمة العسكرية التي بتت بأمر اعتقاله عام 2015، وحتّى اليوم لم يصدر قرار بشأن المطالبة بإنهاء اعتقاله.

توالت أجيال ومتغيرات كبيرة على السّاحة الفلسطينية والعالميّة، وما يزال نائل يقبع في زنازين الاحتلال كرهينة بذريعة وجود ملف “سرّي” حكمه مؤبد و(18) عامًا، ونائل واجه ظروفًا صعبة خلال الأربع سنوات الماضية تحديدًا، منها في عام 2018، حينما قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي.

وخلال العام الماضي، واجه البرغوثي محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، حيث حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما وفقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.

ولد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في الـ23 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957، واُعتقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و(18) عاماً، وعلى مدار (34) عاماً، قضاها بشكلٍ متواصلٍ، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، لكنه في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وضمن صفقة تبادل “وفاء الأحرار” أفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من المحررة أمان نافع.

وفي الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حُكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حُكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً، إلى جانب العشرات من محرري صفقة “وفاء الأحرار”، الذين أُعيد لهم أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى