اخبار

فقدت نصف أراضيها.. اطلالة على بلدة اليامون بين الماضي والحاضر

فقدت بلدة اليامون شمال غرب جنين، نصف أراضيها السهلية الممتدة في مرج بن عامر جراء اتفاقية “رودس” عام 1949، بالإضافة إلى مساحات شاسعة قضمها جدار الفصل العنصري، وبحسب رئيس البلدية نايف خمايسة، تبلغ مساحة اليامون الحالية بما فيها أراضيها الزراعية (25000) دونماً، منها (6100) دونم أراضي سهلية بمرج بن عامر، و(18900) دونم أراضي جبلية ووعرية، بينما تبلغ مساحة المخطط الهيكلي المصادق عليه للبلدة (5800) دونم، وتبلغ مساحة المخطط الهيكلي المقترح للبلدة (7800) دونم.


تبعد البلدة 9 كيلو متر عن مدينة جنين، ومن أهمها ميزاتها التضاريسية، موقعها، فهي تتوسط مجموعة من التلال والجبال المحيطة بها من كافة الجهات باستثناء الجهة الشمالية بوابة العبور إليها، فالبلدة تطل على مرج بن عامر ومدنه وقراه ومستعمراته في الداخل، وعلى مرمى البصر ترى منها الناصرة وجبل الشيخ ،وأعلى ارتفاع لها عن سطح البحر (251) م، كما تتوسط اليامون بموقعها مجموعة من القر المحيطة بها: الهاشمية في جنوبها، والعرقة في جنوبها الغربي، وبرقين في جنوبها الشرقي، والسيلة الحارثية في شمالها الغربي وعانين الغرب منها، وكفرذان في شرقها.

التسمية والسكان ..
يفيد خمايسة، أن هناك عدة روايات حول أصل تسمية اليامون، أبرزها أن الاسم يعود إلى العهد الروماني، حيث كانت تسمى (يانوا) من الفعل (يانواح) بمعنى يستريح ويطمئن، وهذه التسمية مرتبطة بالموقع الجغرافي، حيث تتربع اليامون على مجموعة تلال تتوسط منطقة جبلية، بينما تقول رواية آخرى، أن الاسم مشتق من (اليمن) مصدر الهجرات البشرية الأولى، ورأي ثالث، يروي أن اليامون أخذت اسمها من النسبة إلى (بنيامين) الأخ الشقيق الأصغر لنبي الله يوسف الصديق عليه السلام الذي مر منها وأقام فيها، ولا يزال مقامه قائماً فيها حتى تاريخه.

ويوضح خمايسة، أن عدد سكان اليامون (25000) نسمة داخل البلدة، وما لا يقل عن (11000) نسمة خارج البلدة في الاغتراب، لذلك تعتبر البلدة، ثالث أكبر تجمع سكاني في المحافظة بعد مدينة جنين.

أشهر المواقع الأثرية ..
وتشتهر بلدة اليامون، بوجود من المواقع الأثرية القديمة، أهمها: الخربة، وتعرف بخربة بن عامر، وهي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة، وبيرين، وتقع في الجهة الجنوبية، وحملت التسمية نسبة إلى عدد الآبار التي كانت فيها، إضافة لمناطق الباطن وجادورة التي تعتبر منطقة مرتفعة داخل منطقة سهلية، كما يوجد فيها، البلدة القديمة والتي تحتضن العديد من البيوت القديمة والتي تصل لأكثر من 200 منزل أو عقد قديم.

شكل أول مجلس قروي في اليامون عام 1952 برئاسة المرحوم سليم أحمد مسعد أبو حسن، وتوالت الانتخابات حتى عام 1996، ففي ظل السلطة الوطنية تم تحويل المجلس إلى بلدية فئة (ج)، واستمرت مسيرة المجلس بين التعيين والانتخابات التي كانت أخر مرة بتاريح 26/03/2022، حيث أجريت وفق نظام الكتل، وقد شارك في هذه الانتخابات 5 كتل وفاز برئاسة البلدية نايف خمايسة.

الوضع الاقتصادي
يوضح خمايسة، أن الوضع الاقتصادي في اليامون مر بأربع مراحل: ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وشكلت الزراعة مصدر الدخل الرئيس للمواطنين، مرحلة بعد النكسة، وأصبح العمل مصدر الدخل الأول، حيث وصل إلى نسبة 75 %، وقد تراجعت الزراعة إلى نسبة لا تزيد عن 10%، والوظيفة إلى نسبة لا تزيد عن 5%، والتجارة والصناعة والمهن الأخرى 10%، مما يعني أن نسبة العمالة هذه قد تحولت إلى بطالة، بينما بعد قدوم السلطة عام 1994 ، زادت نسبة الاعتماد على الوظائف، وتراجعت نسبة الاعتماد على العمل تراجعاً بسيطاً تدريجياً، وثبتت النسبة في الزراعة.

وذكر خمايسة، أنه في مرحلة انتفاضة الأقصى، وبعد 28/09/2000، ارتفعت نسبة البطالة ارتفاعاً كبيراً، مع ملاحظة ظهور زيادة في الاعتماد على الوظائف في صفوف المواطنين، وزاد التوجه نحو الأعمال الزراعية، حيث أصبح اعتماد المواطنين على الزراعة الموسمية خارج البلدة مثل الأغوار وغيرها، وفي السنوات القليلة الماضية أصبح هناك توجه نحو حفر آبار المياه الارتوازية، مما أدى إلى زيادة نسبة مساحة الأراضي الزراعية المروية في البلدة.

واقع الزراعة ..
استهدف الاحتلال الإسرائيلي القطاع الزراعي في بلدة اليامون ، وبحسب حديث خمايسة لـ”القدس” دوت كوم، صادر الاحتلال نصف الأراضي الزراعية للبلدة ،مما أثر سلبًا وبشكل ملحوظ على القطاع الزراعي، سواء من ناحية خسارة المواطنين لأراضيهم، أو من ناحية السيطرة على مصادر المياه وصعوبة توفير مصدر مياه للاستعمال الزراعي، ووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت مساحة الأراضي المزروعة في تجمع اليامون كما هو في 01/10/2010 = 7,979.28 دونما وتشمل المساحة الأرضية المزروعة والمشاتل والأشجار الحرجية وأراضي البور المؤقت، بينما مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية والخضروات وأشجار البستنه خلال العام الزراعي 2009/2010 هو 7,502.98 دونم، وبلغ إنتاج أشجار الفاكهة 321 طن، وإنتاج الخضراوات 988 طن حتى نهاية عام 2008.

وأوضح أنه في الفترة الحالية أصبح هناك العديد من آبار المياه الارتوازية، وأصبح هناك اعتماد على الزراعة المروية، مما زاد من حجم الإنتاج الزراعي بشكل كبير جدًا، وخاصة محصول الخيار الربيعي، حيث أصبح الإنتاج الزراعي مئات الأطنان يومياً في فترة موسم الخيار.

الكهرباء والمياه ..
حرصت المجالس المتعاقبة على تطوير البلدة والنهوض بها وتوفير الخدمات، وقد دخلت الكهرباء للبلدة عام 1970، بواسطة وحدات توليد خاصة، وفي عام 1980 قام المجلس ببناء محطة وشبكة كهرباء بقدرة (550) ك.و، وطول (25) كم، وجرى تطوير المحطة حتى أصبحت تعمل على مدى 24 ساعة، وفي عام 1998 بدأ العمل بإنشاء شبكة الضغط العالي، وفي عام 2001 ربطت البلدة بالكهرباء القطرية عن طريق بلدية جنين بتشغيل (4) محولات بقدرة، وفي عام 2009، جرى تم ربط اليامون بالشبكة القطرية مباشرة، حيث وصل عدد المشتركين إلى (3500)، وفي عام 2011، انتقلت البلدية لمشروع الكهرباء إلى شركة كهرباء الشمال، حيث تم تركيب عدة محولات وتغيير الكوابل القديمة في شبكة الكهرباء.

 ويقول خمايسة: “في ظل زيادة المواطنين والارتفاع الملحوظ في حاجة المواطنين للتيار الكهربائي، نتيجة ارتفاع الحرارة وتركيب المكيفات للمنازل والمساجد، أصبحت القدرة غير كافية مما سبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي نتيجة زيادة الحمل، الأمر الذي سبب الكثير من المشاكل، ويتم العمل حاليًا على تركيب مولدات كهرباء ديزل وربطها بالشبكة، للتخفيف من حدة المشكلة وعدم انقطاع التيار الكهربائي”.

أما على صعيد شبكة المياه، ذكر خمايسة، أن اليامون تشارك في مجلس الخدمات المشتركة لمياه الشرب لقرى وبلدات غرب جنين، والذي يدار من قبل ممثلين عن أحد عشر تجمعاً سكانياً غرب مدينة جنين، موضحاً أن نسبة الوحدات السكنية المتصلة بشبكة المياه العامة في التجمع 85%، وبعدادات مسبقة الدفع، كما أن مصدر المياه في التجمع هو بئر تابع لهيئة محلية أخرى، كما جرى حفر بئر مياه باسم بلدة اليامون في أراضي كفيرت كان من المفترض ان يتم حفره في اليامون في منطقة السباعية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض ذلك وأصر على نقل البئر 3 كم هوائي وتم حفر وتشغيل البئر في أراضي كفيرت.

التعليم
يولي المجلس التعليم اهتماماً كبيراً، ويذكر خمايسة، أنه كان في البلدة عام 1943، مدرسة ابتدائية كاملة، وقد وصل عدد التلاميذ عام 1948 إلى 356 تلميذ، وفي نهاية الخمسينات افتتح فيها مدرسة اعدادية كاملة، وفي وسط السبعينات كان في اليامون مدرسة ثانوية كاملة.

 أما تعليم البنات، فقد كان يقتصر على فئات قليلة وكانت الدراسة مختلطة حتى عام في سنة 1950، وقد افتتح أول صف دراسي للفتيات (صف ملحق في مدرسة الذكور) دون اختلاط في الخمسينات، وفي بداية الستينات أنشئت أول مدرسة خاصة بالبنات، وحالياً يبلغ عدد الطلاب (5000) طالب وطالبة، موزعين على اثني عشرة مدرسة حكومية وثلاثة مدارس خاصة، بالإضافة إلى وجود عشر رياض أطفال.

مؤسسات ومراكز
سعت المجالس البلدية في اليامون، لدعم تأسيس وإطلاق العديد من المؤسسات والجمعيات، وحالياً تحتضن عدد كبير من المؤسسات غير الحكومية منها :نادي اليامون الرياضي، و جمعية اليامون الخيرية، ومركز اليامون المجتمعي لتعليم الشباب والكبار، وفرع للهلال الأحمر الفلسطيني، وجمعية اليامون التعاونية الزراعية، وجمعية اليامون الزراعية الخيرية.

 وذكر خمايسة، أنه يوجد في البلد عدة مراكز حكومية منها البريد والصحة والدفاع المدني وفرع لمديرية الصحة، إضافة لمراكز صحية منها: مستوصف محمد بن راشد ال مكتوم الصحي، والمجمع الطبي التخصصي اليامون وفرع مديرية الصحة التابع لوزارة الصحة، وعدة مختبرات طبية، وعيادات للعلاج الطبيعي وخاصة بكافة التخصصات.

إنجازات ..
واستطاع المجلس البلدي خلال عامي 2020-2021، إنجاز رزمة من المشاريع، أهمها كما يوضح خمايسة: إعادة تأهيل وتعبيد شارع البلدية بتمويل من البلدية، شمل تأهيل الشارع من مفرق مسجد الأرقم وحتى مفرق منتزه العين على كامل عرضه، وكذلك تم تنفيذ خط تصريف مياه الأمطار على طول الشارع وتم الانتهاء من كافة الاعمال، مشروع طرق داخلية ممول من وزارة الحكم المحلي ومساهمة البلدية، وشمل تعبيد المقطع الأول من شارع الحمرا من بداية دوار صرح الشهيد وبطول 900 متر وعلى كامل عرض الشارع مع تعبيد بعض الدخلات، حيث تمت أعمال توسعة وبناء جدران لتأهيله بالكامل، وتم تنفيذ خط تصريف مياه الامطار على طول الشارع، وتم الانتهاء من الأعمال، مشروع تأهيل وتعبيد شارع الحمرا المقطع الثاني من بداية شارع حيفا-جنين وبطول 900 متر، ويشمل مدخل مدرسة الذكور الثانوية ومجموعة دخلات مرتبطة، وتم تنفيذ غالبية الاعمال، علمًا أن التأهيل على كامل عرض الشارع من جدران وكافة الأعمال تمويل صندوق البلديات ومساهمة البلدية، إضافة لمشروع تعبيد طرق داخلية بتمويل من الصندوق العربي ومساهمة البلدية، حيث ساهمت البلدية بتوسعة الشوارع وبناء جدران وبناء حجر ارصفة وعبارات تصريف مياه حيثما يلزم، وشمل المشروع 5 طرق رئيسية ومجموعة تفرعات.

كما نفذ المجلس، مشروع إنارة شارع الحمرا، وشمل المشروع تنفيذ شبكة إنارة مستقلة، وتركيب الاعمدة والكوابل ووحدات الانارة بتمويل من وزارة الحكم المحلي.

ونفذ المجلس مشروع طرق داخلية 2021-2022، بتمويل وزارة الحكم المحلي ومساهمة البلدية، يشمل الشارع 8 طرق رئيسة، مشروع التشغيل الممول من صندوق البلديات، ويشمل انشاء مجموعة جدران تقع في الشوارع التي تم تأهيلها، ومشروع تأهيل شارع واد حسن، ويشمل على تأهيل المرحلة الأولى من تعبيد الشارع، وأعمال توسعة وبناء جدران في عدة مناطق لأغراض التوسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى