ينتظر حكماً قاسياً.. عائلة الأسير يسري زيدان: قلق وتوتر في انتظار جلسته القادمة
تعيش عائلة الأسير يسري أحمد عبد القادر زيدان (24 عاماً)، حالة من الخوف والقلق، بعد جلسة المحكمة العسكرية في “سالم” يوم الإثنين الماضي، والتي طالبتها بدفع تعويض مالي كبير، قبل موعد الجلسة القادمة لتخفيض قرار الحكم عليه من 9 سنوات ل70 شهراً.
وعبر والد الأسير الخمسيني أحمد زيدان، عن صدمته وتأثره الكبير إزاء قرار المحكمة وسياساتها الرادعة والقمعية بحق ابنه الذي زال موقوفاً، وسط التهديدات بمضاعفة حكمه وقيمة التعويض إذا لم تسدد العائلة المبلغ المطلوب ومقداره 20 ألف شيكل.
وقال: “منذ اعتقال ابني قبل أكثر من عام، تواصل محاكم الاحتلال تمديد توقيفه، وقد طالبت النيابة بحكمه 9 سنوات وأكثر، وبعد جهود حثيثة للمحامي، وافقت المحكمة على الحكم عليه بالسجن 70 شهراً، شريطة دفع التعويض قبل موعد الجلسة القادمة في 27-2-2022”.
وأضاف: “التعويض أقرت المحكمة دفعه لمستوطنة إسرائيلية، تزعم أن ابني تسبب بإصابتها بجروح قبل فترة، لذلك خضع لتحقيق قاسي، وقد أنكر التهمة، لكن النيابة ركزت عليها في لائحة الاتهام بدعوى وجود شهود، لكن هذه سياسة تعسفية وقمعية من الاحتلال لعقابنا والانتقام من الأسرى وبينهم ابني، الذين يزجون في غياهب السجون بشكل تعسفي وظالم”.
وذكر زيدان، أن القرار تعسفي ويشكل عقوبة رادعة وصادمة، ولا يمكن لأسرته توفير المبلغ الباهظة، فهو عاطل عن العمل، بسبب معاناته من أمراض ومشاكل في الرئتين والمعدة ووجود كتل سرطانية وتضخم في الرئتين.
وقال: “رغم ظروفنا الصعبة، وإدراكنا بأنها تهم مفبركة، وعدم قدرتنا المالية، لن أترك ابني يعاني خلف القضبان، وسأعمل كل شيء لتحريره ليعود إلى أحضاننا ويجتمع شمله مع عائلتنا التي تنتظره على أحر من الجمر”.
وأضاف: “هذه سياسات مبرمجة لتدمير معنويات الأسرى وأسرهم، لكن ستبقى معنوياتنا عالية، وسنقف بكل قوة مع يسري حتى نراه حراً بلا قيود”.
قبل 24 عاماً، أبصر الأسير يسري النور في بلدة دير استيا قضاء محافظة سلفيت، ليكون 5 في عائلته المكونة من 7 أفراد، ويفيد والده، أنه نشأ وعاش في بلدته وتعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة، وانتسب لأحد المعاهد، وتخرج بشهادة الدبلوم في مجال التمديدات الكهربائية، وعمل فيها، حتى تعرض للاعتقال مرتين.
وأوضح، أنه في إحدى المرات وخلال اعتقاله، تعرض للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال، مما أدى لكسر قدمه، وتم احتجازه ليوم واحد وإطلاق سراحه وبقي في المشفى للعلاج لفترة من الوقت.
فجر تاريخ 10/8/2021، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة يسري، وبحسب والده، استمرت العملية ثلاثة ساعات، احتجز الجنود خلالها أفراد أسرته بعد عزلهم في غرفة واحد، وسط عمليات تفتيش دقيقة رافقها تكسير كافة محتويات المنزل بالكامل، ومصادرة ثلاثة أجهزة هاتف خلوية ما زالت محتجزة لدى الاحتلال.
وأضاف: “اعتدى جنود الاحتلال علي بالضرب المبرح خلال اعتقال ابني وتعصيب عينيه وتقييده، ونقلوه لزنازين التحقيق في سجن الجلمة، وقد منع من الزيارات وانقطعت أخباره حتى نقل لسجن مجدو، لتبدأ رحلة المعاناة المريرة بين المحاكم في ظل حرماننا من زيارته”.
وأكمل: “اعتقاله، ترك فراغاً كبيراً في منزلنا وحياتنا، فقد تميز بقلبه الطيب والحنون وارتباطه الوثيق بكل الأسرة وخاصةً والدته التي لا يغيب اسمه عن لسانها”.
وتابع: “نعيش على أعصابنا بانتظار الجلسة القادمة وقرار الحكم، ونصلي لرب العالمين، ليفرج كربه وتنتهي هذه المأساة والمحنة الكبيرة”.