اخبار

حمد أبو جلدة.. سارع الخطى شهيدًا قبل فرحته بمولوده الأول

– بعد نوبات الحزن والألم، ودموع الحسرة والغضب التي ذرفتها بعد إعلان استشهاد ابنها المشتبك حمد مصطفى أبو جلدة (24 عامًا)، استجمعت والدته “جميلة”، قواها واستعادت عزيمتها وتسلحت بالصبر والقوة والمعنويات العالية، عندما أحضر جثمانه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه بمنزلها في مخيم جنين، وعانقته بحب وهي تغالب دموعها وودعته بالزغاريد والأهازيج وهي تردد مع نساء الحي وقريباتها بـ “الروح بالدم نفديك يا شهيد .. مع السلامة يا حمد .. ربنا تقبله شهيداً، هنئيًا لك، لقد تمنى الشهادة ونالها”.


وعبر عم الشهيد، المحرر محمود أبو جلدة الذي قاتل واعتقل خلال معركة مخيم جنين في نيسان عام 2002، عن اعتزاز العائلة ببطولات حمد، الذي روى بدم ثرى فلسطين وهو يقاوم الاحتلال خلال مداهمته مدينة جنين لهدم منزل الشهيد رعد خازم منفذ عملية ديزنغوف في تل أبيب، وقال “عندما سمع حمد، بهجوم الاحتلال وحصاره جنين وتحضيراته لتنفيذ قرار الهدم، لم يتردد وسارع لموقع المواجهات واشتبك مع الاحتلال، فاختار طريق النضال والشهادة”.

وأضاف: “سنبقى نفخر ونعتز ببطولات حمد، الذي مضى على درب عمه حمد الذي استشهد عام 1992، وعندما ولد، أطلق عليه والده اسمه تيمنًا بشقيقه البطل، فعاش حياته مناضلاً، وتعرض للاعتقال، لكنه ورغم زواجه وكون زوجته حامل أكمل المشوار”.

أما رفيقة درب الشهيد “وعد”، فلم تجف دموعها منذ استشهاده قبل أن يرى مولودهما الأول الذي جهز “حمد” له كافة احتياجاته، وكان ينتظر لحظة ولادته، تقول “رغم اعتزازنا بالشهداء وبينهم زوجي، لكننا نبقى بشر نحزن ونتأثر، فكيف إذا كان الشهيد زوجي الذي عشت معه، حياة سعادة وفرح .. لقد كان الخبر كالصاعقة بالنسبة لي، فقد كنا نخطط ليوم الفرح عندما ننجب طفلنا الأول، وعندما استشهد كان عمر جنيني شهر ونصف”.

وتضيف الزوجة: “تمتع حمد بكل الخصال والصفات الحميدة، خلوق  ومعطاء وشهم وجريء وكريم، حنون ومحب ويحترم الجميع .. كان  ينتظر انجاب طفلنا الجديد وكان يعد الأيام ومتى سأنجب طفلنا ولكن رحل دون أن يراه أو يقبله ويضمه بين ذراعيه”.

وتروي “وعد ” عن ليلة استشهاد زوجها، وتقول: حمد غادر منزله مساء 7-9-2022، بشكل عادي، بعدما توضأ وأدى صلاة العشاء، وأبلغها أنه سيذهب لزيارة اخوانه والاطمئنان عليهم، وحينها لم أكن أعلم بخبر اقتحام جنين، ولم يكن لدي معرفة بدوره ونشاطه السري في المقاومة ومشاركته في التصدي للاحتلال حتى وصلني خبر إصابته، وقضينا أيامًا ندعو له بالشفاء، حتى استشهد لاحقًا.

 يروي شهود العيان، أن حمد توجه لساحة المواجهات في جنين فور مغادرته منزله، وانضم لرفاقه المقاومين في كتائب شهداء الأقصى عندما كان الاحتلال يحاصر منزل الشهيد رعد خازم لهدمه، وتمتع حمد بالشجاعة والعزيمة، وهاجم الاحتلال من عدة محاور، حتى أصابه قناص برصاصه في اليد اليمنى ورغم ذلك استمر في الاشتباك حتى أصابه عيار ناري ثاني في البطن، وبعد خضوعه للعلاج لم تتحسن حالته التي وصفت بالخطيرة، وخضع لعدة عمليات جراحية، لكنه ارتقى شهيدًا فجر 11-9-2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى