والدة الأسيرين غوادرة: أصبحت أسيرة معهما منذ زج أبنائي في الأسر
فرض الاحتلال الإسرائيلي، الحزن والدموع على الوالدة سوزان غوادرة، وأسرتها في قرية بئر الباشا جنوب جنين، منذ زج ولديها عمران وعنان عبد الغني مدحت غوادرة في غياهب السجون، بعد اعتقالهما بفارق 19 يوماً، ولا تزال محكمة سالم العسكرية، تمدد توقيفهما بعد رحلة تعذيب قاسية.
الأسير عمران، باكورة أبناء عائلته المكونة من 9 أفراد، ومنذ سنوات، تخلى عن دراسته وأحلامه، وانضم إلى والده للعمل في كل مهنة لتوفير حياة كريمة لأسرته التي عاشت كوابيس رعب، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلها فجر تاريخ 6/8/ 2022 وانتزعته من وسط أسرته.
أما الوالد الخمسيني عبد الغني غوادرة، فيقول: ” فوجئنا بتواجد أكثر من 40 جندياً داخل منزلنا الذي اقتحموه ونحن نيام، دون مراعاة وجود نساء وأطفال، حولوه لثكنة عسكرية، وتوزعوا في كل ركن وزاوية “، ويضيف: “لم يكتفي الجنود بالتفتيش، دمروا كل محتويات المنزل، وأحضروا معهم أجهزة استكشاف خاصة، استخدموها في تفتيش منزلنا، ثم قيدوا عمران واعتقلوه دون السماح له بوداعنا”.
ويضيف: ” اقتادوه لأقبية التحقيق وعزلوه في زنازين سجن الجلمة لأكثر من شهرين، ثم نقلوه إلى سجن مجدو، ولا يزال موقوفاً والمحكمة تواصل تمديد توقيفه بناء على طلب المخابرات حتى فبركة التهم الكاذبة”.
بينما كانت عائلة غوادرة، تعيش مشاعر القلق في ظل انقطاع أخبار عمران، فوجئت باقتحام جديد للاحتلال لمنزلها فجر تاريخ 25-8-2022 واعتقال ابنها الثاني عنان 20 عاماً.
ويقول الوالد غودارة: “في حوالي الساعة الثانية فجراً، استيقظنا على صوت انفجارات هزت منزلنا، واكتشفنا أن العشرات من الجنود دمروا البوابة الرئيسية، وانتشروا في المنزل بطريقة رهيبة، واحتجزوا أسرتي وعزلونا، بينما قاموا بتفتيش دقيق حتى لغرف الأطفال، رافقه تكسير الأثاث والأجهزة الكهربائية وكل ما وقعت عليه أيديهم، ولم يبقى شيء على حاله وكأننا في ساحة حرب”.
أخضع الاحتلال، الوالد للتحقيق حول ابنه عنان الذي انفردوا فيه وعزلوه وأخضعوه للتحقيق الميداني على مدار ثلاث ساعات، ثم قيوده، وبعد ذلك منعوه من رؤية أو وداع والده.
انضم عنان لشقيقه عمران، فنقلوه لزنازين سجن الجلمة، وذكر والده، إنه قضى شهرين في التحقيق والتعذيب، انقطعت خلالها أخباره، ومنع الاحتلال المحامين من زيارته، ولم نتمكن من معرفة سبب اختطافه.