اخبار

عائلة الأسير المريض إياد عمر: يعاني من إهمال طبي متعمد ونطالب الاحتلال بعلاجه

تشعر عائلة الأسير المريض إياد عمر، مع حلول شهر رمضان المبارك، وما زال يقبع في غياهب سجون الاحتلال الذي اعتقله بسن 17 عاماً، ودخل مؤخراً عامه الـ23 بعيداً عنها، بينما تتالت الأحزان في حياة العائلة، بين مرضه ورحيل ولديه قبل أن تتحقق أمنيتهما بالفرح بحريته وزفافه، ويقول شقيقه عرسان: “أصعب محطات العمر حلول المناسبات، وخاصة رمضان وما زال عمر شقيقي يضيع خلف القضبان، لقد قضى 22 رمضان بعيداً عنا، ونتمنى أن يكون بيننا قريباً”.

في مخيم جنين، أبصر إياد النور قبل 38 عاماً، ليكون الرابع في عائلته المكونة من 7 أفراد، وذكر شقيقه عرسان، أنه عاش وتربى وتعلم في مدارس الوكالة حتى أنهى المرحلة الأساسية، ثم توجه للعمل للمساعدة في إعالة الأسرة حتى اندلعت انتفاضة الأقصى.

ويقول: “عمل بورشة بناء في حيفا، لكنه قسم حياته بين العمل والمشاركة في مقاومة الاحتلال بشكل سري، فقد تمتع بروح وطنية ونضالية، لكنه لم يكن يبوح بسره لأحد”.

ويضيف: “يعمل ويتعب نهاراً، وينضم للمقاومين ليلاً، ولم نعلم بدوره البطولي والتحاقه بكتائب شهداء الأقصى، حتى اعتقله الاحتلال بتاريخ 26/2/2002 من مكان عمله في حيفا”.

من وسائل الإعلام العبرية، علمت العائلة باعتقال ابنها والتي وصفته بقائد “كتائب شهداء الأقصى في المخيم”، ويقول شقيقه: “شعرنا بخوف وقلق على حياته تزايد بعدما انقطعت أخباره، ففور اعتقاله، نقلوه لزنازين العزل والتعذيب في سجن الجلمة، ولم يسمح للمحامين والصليب الأحمر بزيارته لفترة طويلة”.

ويضيف: “تعرض شقيقي للتحقيق العسكري بأساليب قاسية ووحشية دون مراعاة سنه، فقد كان بعمر 17 عاماً لدى اعتقاله، وقد عانى من مشاكل صحية جراء أثار التعذيب، وتعرض للإهمال الصحي وأهمل الاحتلال علاجه”.

ويكمل: “استمرت محاكم الاحتلال بتمديد توقيفه حتى حوكم بالسجن الفعلي 26 عاماً، لكنه صمد وتحدى الاحتلال الذي لم يتوقف عن عقابه بالعزل والنقل وحرمانه من الزيارات”.

حتى الوالد الستيني أبو نضال، عاقبه الاحتلال بالمنع الأمني، ورحل وهو يردد اسمه، ويقول عرسان” تأثر الجميع وحزنا بعد الحكم الظالم، وكانت مأساتنا الكبرى بالمنع الأمني الذي طال والدنا دون مراعاة سنه، وطوال سنوات اعتقال إياد لم يتمكن والدي من زيارته سوى 4 مرات”.

ويضيف: “لم يكن اسمه يفارق لسان والدي الذي عاش على أمل حريته وعناقه، لكنه توفي وهو يوصينا به ومتابعته مما شكل صدمة كبيرة لشقيقي الذي ما زال يفتقده”.

لكن الوضع كان أكثر صعوبة بالنسبة للوالدة فتحية “أم نضال”، التي عانت من شلل نصفي إثر حادث سير حرمها الوصول لزيارة نجلها، ويقول عرسان: “لم تجف دموع والدتي بعدما قيدها المرض وحال بينها وبين إياد المميز والأقرب لقلبها، والأمل بحريته، كان سلاحها للصبر والصمود في ظل بعده عنها وصعوبة وصولها إليها”.

ويضيف: “بقيت والدتي تقاوم، وتتحدى كافة الصعوبات والأوجاع حتى تمكنت من زيارته لأول مرة بعد 17 عاماً من اعتقاله، أمضتها في البكاء والصلاة والدعاء لحريته”.

ويكمل: “بعد جهود كبيرة، وعبر الصليب الأحمر، وافقت إدارة السجون الإسرائيلية على السماح لها بزيارة خاصة، وفي ذلك اليوم ، استعدت وفرحت كأنها لحظة حرية له، ولم تسعها الدنيا لشدة الفرح”.

تنهمر دموع عرسان وهو يستعيد ذكريات لحظة اللقاء الأول بين والدته وشقيقه، ويقول: “في الطريق للزيارة، وخلال دخولها للسجن بواسطة كرسي متحرك، ورغم إجراءات التفتيش ، استعادت صحتها وقوتها ونسيت كل الاوجاع والأحزان، استقبلته بالابتسامة والفرح وتمنت لو امتلك القوة والإرادة، لكسر الزجاج العازل وتحقيق أمنية عمرها بعناقه وضمه لأحضانها، ولمس يديه قبل نهاية الفترة المحددة”.

ويضيف: “والدتي فاجأت الجميع، عندما رفضت الخروج من غرفة الزيارة قبل السماح لها بالدخول والوصول لإياد، ورغم استنفار الإدارة، تمسكت بموقفها وبعد إلحاح وإصرار كبير، وافقت الإدارة وأدخلتها لغرفة الزيارة، واحتضنت إياد وقبلته حتى أخر ثانية”.

ويكمل: “عادت سعيدة للمخيم، وهي تسرد قصة زيارتها وانتصارها على السجان بتحقيق حلم عناق إياد، لكن بعد أيام، تعرضت لانتكاسة صحية وصدمة نفسية، لأنها لم تتمكن من إعادته معها، وتوفيت عام 2019، وهي تردد اسمه وتوصينا بالاحتفال بعرس وطني كبير يوم تحرره وزفافه”.

منذ اعتقال إياد لم يتمكن شقيقه عرسان من زيارته سوى مرة واحدة، ويقول: “تحولت حياتنا لويلات وأحزان طوال سنوات اعتقاله حتى غابت مشاعر الفرح والسعادة في مناسباتنا وأعراسنا، والعمر يمضي وشقيقي أسير ومريض”.

ويضيف: “في زفاف كل واحد منا، بكت والدتي ولم تشعر بطعم الفرح، وحتى بعدما أصبح لديها 20 حفيداً، لازمتها الأحزان والدموع، فقد كبر الصغار، وأصبح في المدارس والجامعات، ولا يعرفون عمهم وخالهم إلا عن الطريق الصور”.

ويكمل: “كل العائلة مرفوضة أمنياً، وتأثرت بسبب مرضه وإهمال علاجه والذي اضطره للإضراب عن الطعام”.

منذ عامين، وعائلة إياد تطالب إدارة السجون بعلاج ابنها، ويقول شقيقه: “منذ اعتقاله، عانى شقيقي الكثير من آثار التحقيق وممارسات الاحتلال الظالمة بحقه، والتي في إطارها حرم من العلاج والزيارات كباقي الأسرى”.

ويضيف: “قبل عامين أصبح إياد يعاني من أوجاع مستمرة في الرأس ودوخة وتقيؤ، إضافة لحالات إغماء ونسيان، ورغم إصابته بمضاعفات نغصت عليه حياته، تعرض لإهمال طبي متعمد”.

ويكمل: “استمرت إدارة السجون بالمماطلة في علاجه حتى تدهورت صحته، وبعد فترة طويلة من الإهمال نقلوه لمشفى العفولة في حالة صعبة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، تبين إصابته بورم سرطاني حميد في الرأس، لكنهم لم يهتموا بمتابعة علاجه وتوفير الظروف الصحية المناسبة له، خاصة وأن الاطباء أكدوا حاجته للمتابعة الدائمة والراحة التامة”.

ويكمل: “أعادوه للسجن دون علاج، ورفضوا طلبنا بإدخال طبيب مختص على حسابنا لمعاينته وتحديد العلاج المناسب له، كما رفضوا إكمال علاجه مما انعكس على حالته الصحية والنفسية بشكل كبير”.

يذكر أن الأسير إياد تمكن خلال سنوات اعتقاله من استكمال دراسته الثانوية والجامعية داخل السجن وحصوله على شهادة البكالوريوس في الاجتماعيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى