اخبار

دبلوماسي أمريكي: جيشنا قام بعمل كارثي ولتجاوز الفوضى علينا التفاوض مع طالبان

 نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقابلة مع جيمس جيفري، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون بواشنطن، السفير الأمريكي السابق لدى تركيا (2008-2010)، ثم لدى العراق (2010-2012)، ثم مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة لسوريا وللتحالف الدولي ضد تنظيم ”الدولة” (داعش).

في هذه المقابلة التي أجراها مراسل “لوموند” في واشنطن، اعتبر الدبلوماسي الأمريكي المخضرم أن الفوضى التي غرقت فيها أفغانستان كانت سيناريو متوقعًا بسبب عدم الاستعداد لانسحاب الولايات المتحدة. وتحدث هذا الأخير عن أن ما يحدث يشكل أزمة أولى وفشلا أول لإدارة بايدن.

ورأى جيمس جيفري أن قرار الانسحاب من أفغانستان كان صائبا، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن ارتكب خطأ كلاسيكيًا برفضه الاعتراف باحتمال أن يتحول هذا الانسحاب إلى فوضى تامة. فكان يجب على الولايات المتحدة  إجلاء قواتها وسفارتها ومواطنيها، وعشرات الآلاف من الأفغان الذين تعاونوا معها. ويستغرق الأمر وقتًا ولوجستيات وتخطيطًا، لم تستعد الإدارة الأمريكية له حقا.

وقال الدبلوماسي الأمريكي: “علمتنا فيتنام أن الفوضى تنتشر في كل مكان خارج المحيط الأمني بغض النظر عن حجمها. فالمكان الرئيسي هو المطار، مركز الثقل الذي يجب التحكم فيه. ولتجاوز هذه الفوضى يجب التفاوض مع حركة طالبان“.

لقد فشلت الولايات المتحدة في إشراك وإبلاغ الدول الحلفاء التي لديها قوات على الأرض في أفغانستان بشكل فعال. وقضت إدارة بايدن معظم الوقت في التحدث مع نفسها. بصرف النظر عن الحرب في غزة (بين إسرائيل وحماس)، يمثل هذا الربيع أول أزمة في السياسة الخارجية لجو بايدن؛ يوضح جيمس إف جيفري.

وتابع الدبلوماسي الأمريكي القول: “السبب الذي أوصلنا  لهذه الفوضى؛ كما هو الحال في الفوضى العراقية أو السبب الذي جعل فرنسا تجد نفسها في حالة من الفوضى في منطقة الساحل – هو أن المخاوف المشروعة بشأن تهديدات إرهابية محددة أدت إلى إرسال شبه البعثات الاستعمارية إلى أجزاء كبيرة من العالم لا تريدنا، وبالتالي تتفاعل بشكل سيئ. في نهاية اليوم، عليك قطع الكهرباء وإيقاف كل شيء. وهذا يعني أن المرء يفكر أولاً في مصالحه وليس بالفقراء في جلال آباد أو الموصل. هذا ما تفعله الدول وما يتوقعه المواطنون منها”.

وكذلك اعتبر جيمس جيفري أن الجيش الأمريكي قام بعمل كارثي، لأنه يحاول بناء جيوش تشبهه. فقوات سوريا الديمقراطية التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لم يدربها الجيش الأمريكي كجيش نظامي، بل أعطاها السلاح فقط. نفس الشيء في العراق بالنسبة للمقاتلين الأكراد والميليشيات الشيعية.

“فنموذج تدريب الجيش لدينا لا يعمل. ليس معروفًا كيفية إنشاء قوات قتالية فعالة في العالم الأقل تقدمًا. كان لدينا بضعة عقود للقيام بذلك ولم ننجح. لا يريد الجيش الاعتراف بهذا الفشل ويوجه اللوم إلى المخابرات”، يقول جيمس إف جيفري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى