واشنطن تهدد بسحب وساطتها عن المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية لترسيم الحدود
هدّد الوسيط الأميركي في عملية التفاوض غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية، بـ”رفع يديه عن القضية” إذا لم تحرز المفاوضات أي تقدم يذكر قبل موعد الانتخابات النيابية في لبنان، المقرر أن تُجرى في ربيع عام 2022.
جاء ذلك بحسب ما نقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على مجريات الاجتماعات التي عقدها الوسيط الذي عينه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتولي مهمة الوساطة في هذا الملف، في إسرائيل، يوم الأحد.
وكان بايدن قد عيّن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة، آموس هوشستين، وسيطا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية، وكان الأخير قد اجتمع بالرئيس اللبناني، ميشال عون، أواخر الشهر الماضي، لبحث استئناف المفاوضات.
وفي وقت سابق، الأحد، وصل هوشستين إلى إسرائيل وأجرى مباحثات مع وزيرة الطاقة في الحكومة الإسرائيلية، كارين إلهرار، ومسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الطاقة ووزارة الخارجية والمؤسسة الأمنية في إسرائيل.
ووفقا للمصادر المطلعة، فإن هوشستين أخطر المسؤولين الإسرائيلين بأنه لا يعتزم استئناف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان التي أجريت في الناقورة بين الجانبين برعاية أممية ووساطة أميركية.
وأوضح الوسيط الأميركي بأن أسلوبه في الوساطة سيعتمد على إجراء جولات مكوكية بين تل أبيب وبيروت يعقد خلالها مباحثات حثيثة مع الجانبين ويصوغ اقتراح تسوية سيقدمه للطرفين.
وخلال المباحثات الأولية التي عقدها مع المسؤولين في بيروت وتل أبيب، لم يعمد الوسيط الأميركي على تقديم أي مقترحات لحل أزمة ترسيم الحدود، ولم يعبر عن موقف واضح، غير أنه أراد الاستماع لمواقف الطرفين.
وبحسب “واللا”، أكدت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، إلهرار، خلال اجتماعها مع هوشستين، أن “المحاور الرئيسية بالنسبة لها هي حماية أمن إسرائيل ومصالحها الاقتصادية”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “الوسيط الأميركي شدد خلال المحادثات، على أنه يعتقد أن الأشهر المقبلة التي تسبق الانتخابات اللبنانية في آذار/ مارس 2022، تشكل فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق”.
وأضاف المصدر أن الوسيط الأميركي أوضح أنه “لا ينوي تقديم عرض يرضي الطرفين، وإنما عرضا لن يكون كلا الطرفين راضين عنه بالكامل”، مؤكدا أنه “إذا رأى في غضون بضعة أشهر أن الطرفين لا يتقدمان باتجاه التوصل إلى اتفاق، فإنه سيرفع يديه عن القضية”.
وكان هوشستين قد اجتمع بالرئيس اللبناني، عون، ورئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية حينها أن “الطرفين عرضا مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف” دون ذكر تفاصيل إضافية بهذا الخصوص.
يذكر أن هوشستين هو أميركي من مواليد إسرائيل ويشغل منصب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة، ويعتبر من أقرب الأشخاص إلى الرئيس بايدن، ومن الملمين بالنزاع الإسرائيلي اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية إذ شغل نفس المنصب خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة، وبوساطة أميركية، ضمن اتفاق إطار بين لبنان وإسرائيل، حيث عقدت 5 جولات محادثات، آخرها كان في الرابع من أيار/ مايو الماضي.
وكان الوفد اللبناني قد قدم خلال إحدى جلسات المحادثات التي انعقدت سابقا خريطة جديدة تدفع باتجاه 1430 كيلومتر إضافي للبنان، وهو ما ترفضه إسرائيل، فيما لا تزال المفاوضات معلقة منذ ذلك الحين.
وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها 860 كيلومترا، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، لكن الوفد اللبناني المفاوض يقول إن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلومترا.