مؤتمر بروكسل يحصل على تعهدات تصل إلى 38 مليون دولار لدعم “أونروا”
تمكن المؤتمر المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والذي نظمه الأردن والسويد في بروكسل من الحصول على تعهدات من الدول وصلت إلى 38 مليون دولار في ظل المعاناة من عجز يفوق 100 مليون.
ويعتبر هذا المؤتمر هو الثالث في سلسلة المؤتمرات التي عقدت بتنظيمٍ أردنيٍ سويديٍ منذ مؤتمر روما الذي انعقد في 2018 مستهدفاً حشد الدعم الدولي السياسي والمالي اللازمين للوكالة وتخفيض العجز المالي الذي واجهته، مما أثمر عن سد العجز المالي غير المسبوق الذي واجهته بقيمة تعهدات بلغت 122 مليون دولار.
وعُقد المؤتمر الوزاري الدولي للمانحين للوكالة خلال شهر حزيران/يونيو 2020 بمشاركة ما يزيد عن خمسين دولة وممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية ما أثمر عن حشد دعم بقيمة 130 مليون دولار للمساهمة في تمكين الوكالة من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وفقاً لتكليفها الأممي.
والعمل جارٍ على تخفيض العجز المالي الذي تواجهه الوكالة، وضمان تعهدات طويلة الأمد وتحديد مصادر تمويل إضافية ومبتكرة.
مديرة الاتصالات الاستراتيجية في أونروا والناطقة الرسمية تمارا الرفاعي، قالت إن المؤتمر يسعى لحشد موارد لسد الفجوة المالية لعام 2021 في ظل الحاجة إلى 100 مليون دولار للشهرين الأخيرين من العام الحالي.
وشارك الثلاثاء 29 وزيراً للخارجية ووزراء دولة ونواب للوزراء، وممثل عن 61 دولة ومنظمة دولية في مؤتمر بروكسل لدعم أونروا، وترأّس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة خارجية السويد آن ليندا المؤتمر.
وشكر المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني الصفدي وليندا على تنظيم المؤتمر، مشدداً على أن رؤية أونروا تستند إلى الالتزام بأن “لا يتخلف أي لاجئ فلسطيني عن الركب”، وأن “تستمر خدمات أونروا في مرافقة جميع اللاجئين في رحلتهم التحولية نحو الاعتماد على الذات”.
وذكر لازاريني بأن التحديات المالية والسياسية ذات الطابع الوجودي تعمل ضد هذه الرؤية، وإذ لم يتم معالجة هذه التحديات بشكل حاسم، فمن شأنها خلق فراغ وكارثة إنسانية لا تستطيع هذه المنطقة تحمل تبعاتها. داعياً إلى ضرورة دعم أونروا بما قيمته 100 مليون دولارا لإعادة أونروا وطواقمها للعمل بكامل قدراتها.
ووفقاً للمفوض العام تمكن المؤتمر من الحصول على تعهدات من الدول وصلت إلى 38 مليون دولار.
وصدر عن المؤتمر بيان مشترك لرئيسيّ المؤتمر الأردن والسويد أكد على الدور الأساسي لأونروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وضرورة تمكينها لمواصلة العمل للاستجابة لاحتياجات هؤلاء اللاجئين.
وأعرب المشاركون فيه عن قلقهم العميق من أن الوكالة لا تزال تواجه نقصاً متكرراً وكارثياً في التمويل.
واستعرض البيان خطط أونروا لضمان عمل فاعل وكفؤ في تنفيذ مهامها وفقاً للولاية المناطة بها من الأمم المتحدة، والتي ستسهم في العمل على استراتيجية الوكالة المقبلة متعددة السنوات والتي سيتم الانتهاء منها في عام 2022.
وأعرب المشاركون عن دعمهم القوي لهذه الخطط، ويشمل ذلك الاستفادة من الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاستفادة من الدروس المستفادة من تجربة التعامل مع جائحة كورونا.
وأتاح المؤتمر فرصة لإعادة التأكيد على أهمية أونروا وموظفيها في دعم قيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية. وجددت الأونروا التزامها الراسخ بهذه القيم والمبادئ، وعملها المستمر لضمان انعكاس ذلك في عملياتها.
“أزمة وجودية”
وتحدّث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الدور الأساسي الذي تلعبه الوكالة في حياة أجيالٍ من اللاجئين الفلسطينيين، ودورها المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وقال غوتيريش إن الوكالة الأممية لا تزال تواجه أزمة وجودية بالرغم من موافقة الدول على التكليف الأممي الممنوح، ودعا إلى ضرورة تقديم التمويل الكافي والمستدام الذي يمكن التنبؤ به لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، ولسد فجوة التمويل بصورة فورية، قائلا “الاستثمار في أونروا هو استثمار في السلام والأمل”.
وفي كلمة افتتاحية في المؤتمر، أكد الصفدي ضرورة استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم المالي اللازم للوكالة حتى تتمكن من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين.
وقال الصفدي إن أنوروا تتعرض لعجزٍ مالي وصل إلى 100 مليون دولار أميركي لهذا العام، مشدداً على ضرورة دعم الوكالة لتتمكن من تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وتوفير حياة كريمة لهم ولموظفي أونروا الذين يعولون على رواتبهم الشهرية للعيش بكرامة.
“دور لا غنى عنه”
وشدد الصفدي على ضرورة ضمان حق أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في التعليم، وحق اللاجئين في الخدمات الصحية حقوق غير قابلة للتصرف، وأكد أن دور الوكالة لا غنى عنه وعامل استقرار في المنطقة.
ورفض الصفدي الطروحات التي كانت استهدفت أونروا، وزعمت استحالة إدامتها بسبب نقص التمويل. وشدد على أن إدامة عمل أونروا هو مسؤولية يجب تحملها عبر آلية تضمن مبدأ تقاسم الأعباء.
وأشاد الصفدي بقرار الولايات المتحدة استئناف مساعداتها للوكالة، والتي قدمت حوالي 318 مليون دولاراً في 2021.
وشدد الصفدي على ضرورة وجود موازنات طويلة الأمد ومتعددة السنوات لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية وفقاً لتكليفها الأممي.
وقال الصفدي: “يجب أن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق القانون الدولي، وفي سياق حلٍ شاملٍ على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
وفي مداخلة ختامية في المؤتمر، أكد الصفدي أن الأردن التي يمثل الداعم الأكبر للوكالة وللاجئين الفلسطينيين، ستظل تعمل مع الشركاء ومع الوكالة لضمان استمرار تقديم التمويل اللازم للوكالة وسد العجز في موازناتها.
وقال الصفدي إن دعم أونروا هو دعم لحق اللاجئين في الحياة الكريمة، مؤكداً أن الوكالة التي تعمل في ظروف صعبة أثبتت مركزية دورها واستحالة الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها بفاعلية وكفاءة.
وأشار الصفدي إلى أن انعقاد هذا المؤتمر والدعم الذي أظهرته الدول المشاركة يؤكد أن المجتمع الدولي يدعم الوكالة ويرسل رسالة للاجئين بأن المجتمع الدولي يقف معهم ومع حقوقهم ولن يتخلى عنهم.
وشكر الصفدي وزيرة خارجية السويد على شراكتها المؤثرة والراسخة في جهود دعم الوكالة، وثمن تواجدها في المؤتمر الذي نُظم بشراكة مع السويد رغم أن الحكومة السويدية الآن هي حكومة تصريف أعمال.
وعبّرت وزيرة الخارجية السويدية عن تقديرها لجهود الوكالة في هذه الظروف الصعبة، مشددة على أن مؤتمر اليوم (الثلاثاء) يوفر فرصةً لتجديد التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين وتفويضها الدولي ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه.
كما أكدت على ضرورة الاستمرار في دعم أونروا إلى حين إيجاد تسوية لقضية اللاجئين. لافتةً إلى أهمية مواكبة الدعم السياسي للوكالة مع الدعم المالي التي تعد في أمس الحاجة للمزيد منه، ويمكنها من القيام بالحد الأدنى من عملياتها في مناطق عملها. وفي هذا السياق أكدت ليندا الحاجة لتوفير موازنة مستدامة ومستقرة للوكالة