اخبار دولية

رويترز: محتجون يقتربون من قصر الرئاسة في وسط الخرطوم

الخرطوم – رويترز: ذكر شاهد من “رويتر”ز أن محتجين سودانيين مناهضين للانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر تشرين الأول اقتربوا من القصر الرئاسي في وسط الخرطوم يوم الأحد.

ويحيي المتظاهرون الذكرى الثالثة للاحتجاجات التي أطلقت شرارة انتفاضة شعبية قادت للإطاحة بالرئيس المستبد عمر البشير الذي حكم السودان لفترة طويلة.

وقال الشاهد: “إن الغاز المسيل للدموع أطلق بكثافة على محتجين على الانقلاب العسكري في السودان، والذي نُفذ يوم 25 أكتوبر تشرين الأول، قرب القصر الرئاسي بوسط الخرطوم يوم الأحد”.

“انزلاق البلاد نحو الهاوية”

وعشية هذه التظاهرات، حذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي عزله البرهان وأقال حكومته قبل أن يعيده إلى منصبه الشهر الماضي ولكن من دون حكومته، من “انزلاق البلاد نحو الهاوية”.

وقال حمدوك في كلمة مساء السبت: “نواجه اليوم تراجعا كبيرا في مسيرة ثورتنا يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة”، معتبرا أن “الاتفاق السياسي هو أكثر الطرق فعالية وأقلها تكلفة للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي”.

الجيش يغلق الجسور والطرق

ومنذ ساعات الصباح الأولى، أغلقت قوات الجيش والشرطة الجسور الرئيسية التي تربط وسط الخرطوم بمنطقتي أم درمان وبحري (شمال) لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش.

وشاهد صحفي في “فرانس برس” قوات من الجيش تضع كتلا إسمنتية في عدد من الجسور التي تربط وسط الخرطوم بأم درمان وبحري. وتمركزت بجانب الجسور سيارات نصبت على بعضها مدافع رشاشة، وبجانبها جنود مسلحون.

وأغلق الجيش كل الطرق المحيطة بمقر قيادته في وسط المدينة بسيارات مسلحة وأسلاك شائكة وحواجز إسمنتية، وأغلق شارع المطار، أهم شوارع المدينة، بسيارات عسكرية مسلحة.

وخلت شوارع وسط الخرطوم من المارة والسيارات باستثناء حركة ضئيلة وأقفلت المحلات التجارية أبوابها وانتشر جنود من شرطة مكافحة الشغب عند التقاطعات الرئيسية وهم يحملون قاذفات القنابل المسيلة للدموع.

“حصار القصر”

وفي جنوب الخرطوم، رفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى “حصار قصر” البرهان وهتفوا “الشعب أقوى أقوى والردة مستحيلة”.

ودعت لجان المقاومة بالأحياء السكنية وتجمع المهنيين السودانيين (تحالف نقابي) وتحالف الحرية والتغيير، الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، إلى تظاهرة في وسط الخرطوم تتجه نحو القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي الجيش من السلطة وتسليمها إلى المدنيين بمناسبة الذكرى الثالثة لـ”الثورة” على البشير.

“سيطرة كاملة من الجيش”

وقال أشرف عبد العزيز، رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” المستقلة لوكالة فرانس برس، إن “الانقلاب وضع عراقيل أمام التحول الديمقراطي وجعل العسكريين يسيطرون بصورة كاملة على السياسة والاقتصاد”.

ولا أحد يعرف حصة الجيش في الاقتصاد السوداني ولكنه يسيطر على شركات عديدة تعمل في مجالات متنوعة من تربية الدواجن إلى الانشاءات.

وأعاد الجيش حمدوك ولكن من دون أعضاء حكومته، كما تعهد بإجراء انتخابات حرة في يوليو 2023، إلا أنه لم يتم بعد تشكيل حكومة جديدة بدلا من تلك التي حلها البرهان في 25 أكتوبر.

وفي المقابل، يجد أنصار الحكم المدني الديموقراطي، الذين يتهمون حمدوك بـ”الخيانة” صعوبة في فرض أنفسهم على أرض الواقع. فقد كانوا منقسمين قبل الانقلاب ولا يزالون حتى الآن غير قادرين على الاتفاق.

ومع ذلك، يعتقد خالد عمر، وزير رئاسة مجلس الوزراء السابق والقيادي في تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير أن “الانقلاب نكسة” في طريق التحول الديمقراطي، لكنه “فرصة لتصحيح النواقص التي شابت الصيغة السابقة” للحكم الانتقالي.

خمسة ملايين قطعة سلاح 

وفشلت الشراكة بين المدنيين والعسكريين، إذ كان يفترض أن يتولى المدنيون رئاسة مجلس السيادة لكن العسكريين مددوا وجود البرهان على رأس هذا المجلس عامين إضافيين.

وفي الوقت نذاته، لم يقدم أنصار الحكم المدني حتى الآن أي خطة عمل، وفق الدبلوماسيين الذين يلتقونهم بانتظام.

ويقر خالد عمر بذلك. وقال: “إذا لم يرتفع الفاعلون السياسيون الرئيسيون بمستوى أدائهم ولم تقم المؤسسة العسكرية بالنأي بنفسها عن السياسة، فإن كل السيناريوهات واردة”.

ويحذر مراقبون من أن السيناريو الأسوأ قد يحدث في السودان حيث أوقعت النزاعات الداخلية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة مئات آلاف القتلى، خصوصا مع وجود خمسة ملايين قطعة سلاح في أيدي المدنيين، وفق الأرقام الرسمية.

وبالفعل قتل خلال الشهرين الأخيرين قرابة 250 مدنيا في دارفور في صدامات بين رعاة مواش ومزارعين، وهي نزاعات تتجدد كل عام في التوقيت نفسه، وكان يفترض أن تتم تسويتها عبر اتفاق السلام الذي أبرمته الخرطوم مع حركات التمرد في الاقليم.

ولكن هنا كذلك أخفقت السلطات الانتقالية اذ كان يفترض أن تنتشر قوات محلية لمنع هذه الصدامات، إلا أنه لم يتم تشكيل هذه القوات أصلا “والأخطر الآن أن القبائل أصبحت تستعين بأفرادها في الحركات المسلحة والدعم السريع للقتال معها”، حسب أشرف عبد العزيز. والنتيجة وفقا لعبد العزيز هي “انتشار السلاح بين المواطنين”.

وتأتي المظاهرات في الذكرى الثالثة للاحتجاجات التي أطلقت شرارة انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى