اخبار

جدل عميق.. صحفي إسرائيلي: قيادة رباعية لحركة فتح أم حمام دم

كتب الصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحيم يوم الثلاثاء، مقالاً تحدث فيه عن الصراعات والجدل العميق الدائر داخل حركة فتح بعد قرار الرئيس محمود عباس بترقية معاونيه إلى مناصب رئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال الصحفي الإسرائيلي في مقاله تحت عنوان “قيادة رباعية أو حمام دم“، إنّ هناك جدل عميق في رأس حركة فتح بعد قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بترقية معاونيه إلى مناصب رئيسية في منظمة التحرير.

وأكد، أنّ الرئيس محمود عباس رأس المسرح السياسي، يفضل الموافقة على تقسيم السلطة حتى الانتخابات الرئاسية القادمة.

وتابع، يتصاعد الغضب في أوس الشارع الفلسطيني على التحركات الأخيرة لعباس، والتعيينات التي ينوي الموافقة عليها في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في 6 فبراير.

وشدد، تعارض الفصائل الفلسطينية الأعضاء في منظمة التحرير هذه التحركات لكنها تعتمد عليها التمويل الذي يتلقونه من عباس، بصفته رئيس المنظمة، وبالتالي يلتزمون الصمت حتى لا يخسروا الميزانية السنوية، فيما أعلنت الجبهة الشعبية مقاطعتها لانعقاد المجلس المركزي للمنظمة.

وشدد، حركتا حماس والجهاد، ليسوا أعضاء في منظمة التحرير، ولم يتم دعوتهما على الإطلاق، لكنهما انتقدتا بشدة وعارضتا تعيينات محمود عباس لأن لها تداعيات كبيرة بين فتح وحماس.

وأوضح، إنّ الانتقادات الحادة تتركز على نية عباس تعيين مساعده حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، كعضو في اللجنة التنفيذية للمنظمة، ومسؤول عن المفاوضات مع إسرائيل بدلاً من الراحل صائب عريقات، الذي توفي بفايروس كورونا قبل أكثر من عام، فيما سيعين روحي فتح عضو قيادة فتح من قطاع غزة، بمنصب رئيس سلاح المجلس بدلاً من سليم الزعنون الذي استقال بشكل رئيسي بسبب تقدمه في السن.

وأضاف، مسؤولون كبار في فتح تحدثوا أنّ جبريل الرجوب أراد تعيينه رئيساً للجنة السياسة النقدية، ورأى في ذلك نقطة انطلاق نحو رئاسة السلطة ، لكن الرئيس عباس رفض لأنه لا يثق في ولائه لحركة فتح.

وتابع الصحفي الإسرائيلي في مقاله أيضاً.. في 30 يناير الجاري ، نقلت صحيفة “الرأي” من مسؤولين كبار في “فتح” بوجود خلافات وانقسامات عميقة في قيادة الحركة حول مسألة الخلافة لعباس، حيثّ سيكون حسين الشيخ خليفته المحتمل كما تحدثت الصحيفة.

وأكد كبار فتح، أنّ مسألة الخلافة لم تحسم بعد والإعلام والصحافة الإسرائيلية هي من أعطت وزناً كبيراً لحسين الشيخ في قيادة فتح، وهو لا يستحقها.

فيما تتزايد الأصوات لدفع ترشيح مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، تمهيداً لخلافة عباس، والأمر الذي سيساعد أيضًا على إطلاق سراحه.

أما في الشارع الفلسطيني، فأنّ الانطباع يدور حول إسرائيل والولايات المتحدة تدعمان وتدفعان ترشيح الشيخ وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، لخلافة عباس، لأنهما يخدمان مصالحها الأمنية، وخط عباس السياسي المعارض للإرهاب، ومكافحة حماس التي تحاول الاستيلاء على الضفة الغربية، والاجتماعات المفتوحة لوزير الجيش بني غانتس ووزير الخارجية يائير لبيد مع هذين الشخصين فقط “تحرقهما” في الرأي العام الفلسطيني وينظر إليهما على أنهما يفعلان كلام إسرائيل والولايات المتحدة.

الرأي السائد في الشارع الفلسطيني هو أن أي زعيم فلسطيني ينتخب أو يعين “على رأس الدبابات الإسرائيلية” محكوم عليه بالفشل مسبقاً، وتجري على مواقع التواصل الاجتماعي حملة حادة، وتتداول فساد حسين الشيخ وروحي فتوح.

ويضيف مسئولو فتح أيضاً، أنً مفتاح إرث محمود عباس بمجرد تنحيه عن المسرح السياسي، يكمن في مسألة من الذي سيشغل منصب أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو رئيس المجلس التشريعي، فبموجب القانون الفلسطيني، يصبح رئيس التشريعي رئيساً مؤقتاً لمدة 60 يوماً بمجرد وفاة رئيس السلطة الفلسطينية أو دخوله حالة الحبس، بانتظار إجراء انتخابات رئاسية قانونية.

الرئيس عباس حل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه حماس منذ حوالي عامين، وألغى الانتخابات التشريعية في مايو الماضي، فلا يوجد رئيس برلماني منتخب ومن المفترض أن يملأ هامل الفراغ، ففي مثل هذه الحالة، يجب تعيين أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيساً مؤقتاً حتى إجراء الانتخابات.

عودة إلى الوراء، بعد وفاة ياسر عرفات في نوفمبر 2004 ، تم تعيين روحي فتوح كرئيس مؤقت للسلطة الفلسطينية حتى الانتخابات الرئاسية لعام 2005 التي انتخب فيها محمود عباس بشكل قانوني، لذلك من المهم جدًا تعيين روحي رئيسًا للجنة التنفيذية، وحسين الشيخ  عضواً فيها بمنصب رئيسي.

وبحسب مسئولون في فتح، فإن نصيب ماجد فرج لن يحرم أيضاً في خلافة عباس، فرئيس السلطة الفلسطينية لا يظهر أي بوادر على التحمس للأمر، ولا يجرؤ عضو بارز في الحركة على الوقوف ضده، لكن المعارضة في حركة فتح تنظم بالفعل واقعياً لما بعد.

وبمجرد تنحي الرئيس عباس عن المسرح السياسي، يسود خوف كبير من أعمال عنف خطيرة بين مختلف مسلحين فتح لأن خصوم حسين الشيخ وماجد فرج لن يوافقوا على حكمهم كقادة في السلطة الفلسطينية، فلديهم خياران:
 

أولاً: الموافقة على إنشاء “الرباعية القيادية” التي ستضم جبريل الرجوب وماجد فرج وحسين الشيخ ومحمود العالول الذين سيديرون شؤون السلطة الفلسطينية وحركة فتح حتى الانتخابات الرئاسية، وفي هذا السيناريو سيكون العقل المنفتح على منصب الرئيس المؤقت بموافقة حماس حتى تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية.

والثاني: معركة خلافة دموية بين مختلف مسلحي فتح، المسؤولون عن القرار العسكري، وسيكون الفائز هو الحاكم الفعلي، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى