بلومبيرغ: قطر تدرس السماح بالمشروبات الكحولية في ملاعب كأس العالم
نقلت وكالة أنباء ”بلومبيرغ“ الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن السلطات القطرية تدرس ”وضع المشروبات الكحولية“ في البلاد، وتنظر ما إذا كانت ستخفف من الحظر الذي تفرضه عليها، والسماح بتداولها في الملاعب التي ستستضيف مباريات بطولة كأس العالم المقرر إقامتها نهاية العام الجاري.
يأتي ذلك وسط ضغوطات مستمرة على الدولة الخليجية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وشركة ”إيه بي إنبيف“ البلجيكية للمشروبات الكحولية والاستهلاكية، للسماح للمشجعين بتناول هذه المشروبات في الملاعب.
ووفقاً لـ“بلومبيرغ“، قالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن المحادثات مع السلطات القطرية توصلت حتى الآن حول ما إذا كان سيتم توفير ”مشروبات تحتوي على نسبة منخفضة من الكحول داخل الملاعب“.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه بينما لم يعلن المسؤولون القطريون عن القرار النهائي بعد، أشار المنظمون هناك إلى ”استعدادهم المتزايد لتلبية طلبات المشجعين مع اقتراب البطولة“.
وتابعت الوكالة أن ”اللجنة العليا القطرية للمشاريع والإرث“ وعدت بتوفير المشروبات الكحولية في ”المناطق المخصصة للمشجعين“ خارج الاستادات وأماكن الضيافة الأخرى.
ونقلت عن المتحدث باسم اللجنة قوله: ”إن الفريق يعمل مع الفيفا وصناع القرار القطريين لتلبية احتياجات جميع المشجعين المحليين والزائرين،“ دون ذكر أي تفاصيل أخرى، لكنه أشار: ”سيتم الإبلاغ عن المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب“.
ووفقاً للوكالة، تريد ”الفيفا“ وشركة ”إيه بي إنبيف“ الحصول على ”امتيازات“ من الدوحة، مثلما فعلتا سابقاً في بطولة كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، حيث سنت الأخيرة تشريعاً خاصاً حينئذ لإلغاء ”القوانين المحلية“ التي تحظر تناول المشروبات الكحولية في الملاعب التي استضافت مباريات البطولة.
وأشارت الوكالة إلى أن الجانبين (الفيفا والشركة البلجيكية) بحاجة إلى إقناع المسؤولين القطريين بإمكانية تداول المشروبات الكحولية في الملاعب، من دون أن يؤدي ذلك إلى نوع الاضطرابات التي شابت بطولات كرة القدم الكبرى الأخرى، مما دفع بعض البلدان إما إلى حظرها أو الحد من استهلاكها في المباريات.
وقال متحدثون باسم ”الفيفا“ والشركة البلجيكية، التي تعد واحدة من أكبر شركات المشروبات الاستهلاكية في العالم، إنهم يحاولون خلق جو ”يحترم“ عادات وتقاليد قطر، مع الاستمرار في توفير مثل هذه المشروبات لمن يرغب في تناولها أيضاً. ولم يعلق أي منهما على المناقشات مع المنظمين القطريين.
ونقلت ”بلومبيرغ“ عن بيان لشركة ”إيه بي إنبيف“ قالت فيه: ”بالنسبة للكثيرين في جميع أنحاء العالم، يعتبر تناول (البيرة) جزءًا من تجربة المعجبين المشتركة للاستمتاع بالأحداث الرياضية الكبرى“، مشيرة أيضًا إلى منتجاتها غير الكحولية.
وكان حسن الذوادي، أمين عام ”اللجنة العليا للمشاريع والإرث“، قد صرح قبل خمس سنوات تقريباً بأنه يؤيد حظر الخمور في الأماكن العامة، وأن شربها لن يُسمح به إلا في ”الأماكن البعيدة“، لكنه وعد، في حزيران/ يونيو الماضي، وفقاً للوكالة الأمريكية، بأن الخمور ستكون ”متاحة بسهولة لمن يريدها.“
وذكرت الوكالة في تقريرها أن أزمة المشروبات الكحولية تضاف إلى مشكلات البطولة المليئة بالجدل والانتقادات التي وجهت لـ“الفيفا“؛ بسبب اختياره قطر لتنظيم الحدث الرياضي الأشهر في العالم، بدءًا من تعقيدات الجدولة بسبب حرارة الصيف هناك، إلى ”سوء معاملة العمال الوافدين“، بالإضافة إلى صعوبة مواجهة المشجعين للأعراف المحلية في قطر.
وتحظر قطر بيع المشروبات الكحولية في جميع المطاعم– تقريبًا – غير المرتبطة بفندق أو منتجع راقٍ، لكن يمكن للمقيمين الأجانب شراء مثل هذه المشروبات لـ“الاستهلاك المنزلي“ من متجر واحد تديره الخطوط الجوية القطرية في ضواحي الدوحة، وفقاً لتقرير ”بلومبيرغ“.