صحيفة: “الغزو الروسي” لأوكرانيا مستبعد..وعلى بايدن منح الفرصة للديبلوماسية
استبعدت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، غزوا روسيا لأوكرانيا وشددت على ضرورة تعامل الغرب بعقلانية مع الأزمة الحالية، واصفة انشغال الغرب بالتهديد بوقوع غزو روسي وشيك لأوكرانيا بأنه في غير محله، لافتة إلى أن التهديد يقوم على قراءة خاطئة لعقلية روسيا وطريقة عملها.
وجاء في تقرير للمجلة نشر يوم الجمعة، إن ”الإيحاء بأن موسكو ستقوم بهجوم هائل غير مبرر حيث ستتجه طوابير الدبابات الروسية مباشرة إلى الدفاعات المعززة في أوكرانيا وأن ذلك سيحدث قريبًا، ربما الشهر الجاري، أمر مشكوك فيه في أحسن الأحوال“.
وأضاف ديمتري سايمز في تقرير كتبه أن ”سجل الرئيس فلاديمير بوتين في استخدام القوة العسكرية يشير إلى أنه عادة ما يستجيب لبعض الأعمال العنيفة لخصوم روسيا بدلاً من الشروع في العمل العسكري بنفسه، صحيح أن الخطر من روسيا خطير وحقيقي، لكنه يختلف كثيرًا عما تفترضه الحكمة التقليدية وبدلاً من شن غزو شامل لأوكرانيا دون أي سبب محدد، من المرجح أن تظل روسيا صبورة وتنتظر ما يمكن تصويره على أنه استفزاز أوكراني“.
وقال، إن ”الغرب بنى نظام عقوباته بالكامل على توقع أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيواجه مقاومة محلية شديدة ويتعثر بسرعة كما حدث منذ عقود في أفغانستان ما يجعل موسكو هدفًا سهلًا وجذابًا للعقوبات، لكن العقوبات الجديدة من الغرب قد لا تكون بهذه البساطة وحتى الآن فإن لأمل موسكو في تنشيط نورد ستريم 2 تأثيرا معتدلا على سلوكها، ومع ذلك، إذا ثبت أن هذا الأمل زائف فإن البعض في الحكومة الروسية يقترح الرد في قطاع الطاقة“.
وأردف أن ”مثل هذا الانتقام سيكون له ثمن باهظ بالنسبة لروسيا، ومع وجود أكثر من 600 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي الروسي، تعتقد موسكو أن بإمكانها الصمود لفترة أطول من الأوروبيين أنفسهم.
وتابع: ”لم أسمع أي مسؤول روسي يذكر احتمال غزو روسي كبير لمجرد أن مطالب موسكو بعدم بتوسيع حلف الناتو في أوروبا الشرقية لم تتحقق، كل مسؤول ينفي هذا الاحتمال لكنهم يعترفون بما فيهم نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسي، بأنه إذا تعرضت روسيا للهجوم، فلن تتردد في الرد بشكل حاسم“.
وأشار إلى أنه ”في مواجهة كل من القضايا التكتيكية على الأرض في دونباس والقضايا الاستراتيجية والجيوسياسية الأوسع التي تشمل الصين وروسيا، يجب على إدارة الرئيس جو بايدن التفكير بعناية والاستجابة بمزيج مناسب من القوة والتصميم والبراغماتية والمرونة“، متسائلا عن كيفية التوصل إلى اتفاق مع روسيا دون التضحية بمصداقية الولايات المتحدة ورفض تطلعات الدول المؤهلة في أوروبا الشرقية للانضمام للناتو.
وأوضح أن ”بعض الخبراء يجادل أن الناتو يجب أن يعترف بحياد أوكرانيا وجورجيا، على غرار الحياد النمساوي والفنلندي في الحرب الباردة لكن هذه الاقتراحات غير واقعية“، منوها إلى أن ”النمسا وفنلندا قررتا بمفردهما قبول الحياد لأنهما كانتا قوتين مهزومتين في الحرب العالمية الثانية، وقد وقفت القوات السوفيتيية على أراضيهما وأنه لإنهاء الوجود السوفييتي، أصبح الحياد خطوة إيجابية نحو الاستقلال“.
وأكد أن ”لا أوكرانيا ولا جورجيا في وضع مماثل، وأن قبول الناتو ببساطة حيادية الدولتين والقول لا لتطلعات عضويتهما سيكون مخالفًا لمهمة الحلف لكن سيكون من المناسب تمامًا الاعتراف على الأقل بالحقيقة وهي أنه لا أوكرانيا ولا جورجيا مستعدان لعضوية الناتو بأي معايير موضوعية، وأن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن يتوقعا بشكل واقعي الانضمام إلى الحلف“.
وختم الكاتب تقريره بالقول، إنه ”على الأقل، كما تأمل الولايات المتحدة، قد يكون بوتين مستعدًا لتهدئة الأزمة الحالية وإعطاء الدبلوماسية فرصة، ويجدر بنا محاولة الاكتشاف بدلاً من الشروع في مسار تصعيد خطير يمكن أن يؤدي إلى صراع مفتوح مع قوة نووية كبرى“.