معاريف: المقارنة بين أوكرانيا والضفة يُظهر “اسرائيل” في صورة قاتل لا يمكن ايقافه
في ظل التغطية الإعلامية العنصرية التي حفل بها الإعلام الإسرائيلي والغربي للحرب الدائرة في أوكرانيا، والتمييز بين دم ودم، وبين لون ولون، أبدت محافل سياسية وإعلامية إسرائيلية غضبها من المقارنات التي تجري في بعض الأحيان للانتهاكات التي تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية مع الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.
كالمان ليبسكيند الكاتب اليميني ذكر في مقاله بصحيفة “معاريف” أن “ما تقوم به بعض وسائل الإعلام من مقارنة بين ما تشهده أوكرانيا والضفة الغربية يسعى في الأساس لإظهار إسرائيل في صورة قاتل لا يمكن إيقافه، ودولة تتصرف بقسوة، بل إنها أسوأ بكثير، لأنها تشبه ما يقوم به الجيش الروسي وهو يدهس ويقتل ويقصف، بما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وفي الوقت الذي يظهر فيه الإعلام الإسرائيلي صور الأوكرانيين وهم يعدون قنابل المولوتوف لإلقائها على العربات العسكرية الروسية، فإنه في الوقت ذاته يظهر الفلسطينيين الذين يقومون بالفعل ذاته بأنهم يستحقون القتل”.
وأضاف أن “هذه المقارنة تسعى لزيادة كراهية العالم لإسرائيل، وتعميم ما يصفها بـ”النظرة المشوهة” المحيطة بها حول العالم، لا سيما حين تقوم وسائل الإعلام بإحصاء يومي للقتلى الأوكرانيين بنيران الجيش الروسي ومقارنتها بأعداد الشهداء الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال الحروب الأخيرة على غزة، وكأن الاستنتاج المطلوب من هذه المقارنات أن الجيش الإسرائيلي أكثر سوءا، مما يجعل أصحاب هذه السلوكيات الإعلامية يحملون أجندة مؤيدة للفلسطينيين”.
لم تتوقف العنصرية الإسرائيلية عند هذا الحد في تعاطيها مع الحرب الأوكرانية، لأنها في الوقت الذي دعت فيه المجتمع الدولي للتحرك وعدم الصمت إزاء ما تعتبره انتهاكات تشهدها تلك الحرب، فإنها في الوقت ذاته استكثرت على أنصار الفلسطينيين حول العالم عدم التزامهم الصمت حيال المظالم التي يتعرضون لها، بزعم أنه ليس لهم حق أخلاقي في التعبير عن التضامن معهم، الأمر الذي استفز عددا من الكتاب الإسرائيليين أنفسهم الذين شبهوا السلوك الإسرائيلي بالروسي.