دواعش شقر بعيون زرق”في أوكرانيا
أعلن الرئيس الاوكراني زيلينسكي، قبل شهر، أن ستة عشر ألف متطوع أجنبي يقاتلون الى جانب قوات بلاده، وعاد الموضوع للتفاعل في وسائل الاعلام بعد فرار عدد منهم وثلاثين صاروخ روسي انطلقت من البحر الأسود لقاعدة تجميع للمتطوعين في مدينة لفييف على الحدود البولندية قتل وجرح ما يزيد على المئتين من جنسيات مختلفة.
وتحدث المراسلين الميدانيين، أن عدد المتطوعين يتجاوز العشرين ألفا، وأنهم قابلوا بعضا من هؤلاء وتحدث المستجوبون عن تجاربهم السابقة في أفغانستان والعراق وسوريا، وأشاروا الى نوعيات أقرب الى شخصيات ساكوباتية، تفتخر بعادات القتل وإطلاق النار المستمر، وان الحرب الأوكرانية توفر لهم ممارسة هواياتهم التي لا يتقنون غيرها.
وتحدث تقريرا مهنيا غير مسبوق، للفلسطيني البريطاني فراس كيلاني المراسل المتجول لقناة ال بي بي سي العربية من أوكرانيا، قابل أحدهم من الجنسية الأيرلندية الذي تحدث عن تجربته والشكوك التي تحوم حول المتطوعين وطلب السلطات الأوكرانية منهم تسليم جوازات سفرهم وهواتفهم النقالة والتوقيع على عقد يجبرهم على البقاء الى حين انتهاء المعارك، لكن المسالة التي دفعته للمغادرة والعودة الى بلاده هي إبلاغه ان عليه قتل أي اسير من الجيش الروسي، فلا وقت للأسرى.
كما تحدثت قناة تلفزيونية بريطانية، أخرى أجرت مقابلة مع شاب في التاسعة عشرة تطوع للقتال بلا خبرة عسكرية سابقة لكن اضطر للهرب بسبب هول المعارك، قال في البداية ان دوافعه كانت الدفاع عن حرية الشعب الاوكراني، لكن المذيع أصر ان يعرف عن الجهة التي رتبت سفره فقال انها شركة وقعت معه عقدا للقتال مقابل اجر مجز.
ويقول المراسلون، أن المرتزقة الأجانب في أوكرانيا هم من جنسيات غربية مختلفة والطريف ان بعضهم من الجنسيات العربية ومن مسلمي البلقان وبعض الفارين من نظام قديروف الموالي لموسكو والذين قاتلوا الى جانب مجموعات الجهاد الشيشاني بقيادة السعودي خطاب.
لا نحتاج الى انطلاق القنابل النووية او الكيماوية لتعريف الحرب الأوكرانية الجارية بانها الحرب العالمية الثالثة، فقد بدأت الانباء تتحدث عن ثلاثة وعشرين ألف خبير عسكري ومدني أمريكي في مجالات مختلفة يتواجدون على الأراضي الأوكرانية منذ العام ٢٠١٩، والى جانبهم أكثر من ألف بريطاني، وعشرات البولنديين والفرنسيين.
وتتسابق دول الناتو، لتزويد الجيش الأوكراني بأحدث أنواع الاسلحة. كما تشارك مئات المنظمات التي تتستر خلف “منظمات المجتمع المدني” و”الدعم الإنساني” التي تقوم بأعمال التجنيد والتخريب والدعاية الحربية. ولعل أكثر ما يلفت النظر هو ان صحفا ووسائل اعلام غربية عريقة علمت العالم في السنوات الخمسين الماضي أسس المهنية الصحفية، تتقدم اليوم صفوف جنود الحرب والدعاية الحربية بما في ذلك نشر الاخبار والتقارير المضللة والموجهة والكاذبة دون رفة جفن.
الحرب العالمية الثالثة هي اخر الحروب دفاعا عن استمرار الهيمنة الغربية على مقدرات العالم اقتصادا ومالا وثقافة ومؤسسات دولية، وكغيرها من الحروب الكبرى، يبنى على دفة ماسيها وكوارثها الانسانية والعمرانية ما ينتظر من منظومة دولية جديدة لم تظهر معالمها بعد، وهذا يفسر شراسة ودموية هذه الحرب وربما اتساع رقعتها، يكفي ان نستمع لاحد فلاسفة روسيا يقول: اما انتصار روسيا او ان البشرية ستكون مهددة بالفناء.