عشية سحب الثقة.. باكستان: خان يحذر من “مؤامرة خارجية”.. وقائد الجيش ينحاز علنا لموقف أمريكا
تشهد باكستان أزمةً سياسية بعد أن قدّمت المعارضة الباكستانية عريضة لسحب الثقة من رئيس الحكومة عمران خان يوم الأحد، مدعية أن “خان قام بجلب العداوة مع الدول الأوروبية برفضه اتحاذ موقف مندد بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”. ووصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يوم السبت، التحرك لعزله بأنه محاولة لتغيير النظام بدعم من الولايات المتحدة.
ودعا خان، وفقا لقناة “Geo News” الباكستانية، الشباب في بلده إلى التظاهر السبت والأحد، “من أجل باكستان سلمية ومزدهرة”، مشددا على أن هناك أدلة تثبت وجود “مؤامرة وقحة” ضد حكومته.
وقال خان لمجموعة من الصحفيين الأجانب: ”التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية“.
ويأتي ذلك في وقت خسرت فيه حكومة خان الأغلبية في “الجمعية الوطنية” (البرلمان)، نتيجة لانشقاق عدد من الأحزاب عن الائتلاف الحاكم، آخرها “الحركة القومية المتحدة” التي أعلنت الأربعاء الماضي أن سبعة نواب عنها سينضمون إلى المعارضة في التصويت المتوقع.
لا مستقبل لباكستان اذا استمر الوضع هكذا..!
وحذر خان من أنه “لا مستقبل” لباكستان إذا استمر الوضع في التطور في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن التظاهر السلمي يمثل حقا مشروعا للمواطنين.
واتهم رئيس الوزراء معارضيهم بـ “بيع ضميرهم”، مضيفا أنه “يريد أن يتذكر التاريخ هؤلاء الخانة الذين يتآمرون مع قوى خارجية”.
وادعى أن القوى الخارجية تقدم دعما إلى المعارضة، لاسيما من خلال تمويل حملات إعلامية، مشددا على أنها على دراية بشأن خطط الإطاحة به بغية وصول زعيم المعارضة شهباز شريف إلى الحكم.
وأعرب خان عن قناعته بأن معارضيه سيظلون “عبيدا للقوى الخارجية بسبب فسادهم”، مضيفا: “سأحدد مسار العمل القانوني لاتخاذ خطوات ضدهم بحلول ليل اليوم”.
وشدد رئيس الوزراء على أن لديه “خطة” بشأن التصويت المتوقعة على سحب الثقة عنه في الجمعية الوطنية، مبديا قناعته بقدرته على إفشال هذا الحراك الموجه ضده.
حمل المسئولية للولايات المتحدة..
وكان خان قد حمل الولايات المتحدة المسؤولية عن التورط في “المؤامرة الخارجية” المزعومة المذكورة الرامية إلى عزله عن الحكم، ونفت واشنطن صحة هذه الاتهامات.
كان خان صرّح بأنّ باكستان “ليست عبداً” للأوروبيين، بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي إسلام أباد بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كما قال رئيس الوزراء الباكستاني أيضاً إنه تلقى رسالة تهديد من واشنطن، قائلاً: “هددت أمريكا بإسقاط حكومتي لأنني رفضت إقامة قواعد عسكرية لها في أرضنا”.
والتقى خان خلال الزيارة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم غزت القوات الروسية أوكرانيا المجاورة.
ونفى البيت الأبيض سعي واشنطن لإزاحة خان عن السلطة بعد أن وجه اتهامات مماثلة في الأيام الماضية.في غضون ذلك قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا يوم السبت، إن بلاده تسعى لتوسيع علاقاتها مع واشنطن.
وأضاف باجوا في مؤتمر أمني في إسلام أباد: ”نشترك في تاريخ طويل من العلاقات الممتازة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة التي تظل أكبر سوق تصدير لنا“.
وتابع باجوا، مشيرا إلى العلاقات الدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع الصين الحليف القديم لباكستان: ”نسعى لتوسيع علاقاتنا مع كلا البلدين دون التأثير على علاقتنا مع الآخر“.
وقال باجوا إن باكستان قلقة حيال الصراع في أوكرانيا.
وأضاف أن بلاده تتمتع أيضا بعلاقات طويلة الأمد مع روسيا، ولكن ”على الرغم من المخاوف المشروعة لدى روسيا، لا يمكن قبول عدوانها ضد الدول الأصغر“.
وكان أبرز زعماء المعارضة شهباز شريف وبيلاوال بوتو زارداري قد طلبوا من خان أن يستقيل قبل التصويت، لأنه فقد أغلبيته، لكن سخونة الأحداث السياسية في إسلام أباد تُشير إلى أنه من المستبعد أن ينصاع لهذا الطلب، الذي ربما يدفع الدولة الواقعة في جنوب آسيا صوب الاضطراب السياسي.
من جهته، غرّد وزير الإعلام فؤاد شودري، قائلاً: “رئيس الوزراء عمران خان لاعبٌ يحارب على الكرة حتى آخر نفَس. ولن يستقيل”. بينما نظّم خان مسيرات حاشدة لمؤيديه قبل تصويت الثقة.
إلا أن محللين سياسيين توقعوا أن يستغل أنصاره عطلة نهاية الأسبوع لاستعادة تأييد بعض المنشقين، متوقعين أن قادة الجيش، الذين ساعدوا خان في الصعود إلى السلطة، يشعرون الآن بالإحباط إزاء أسلوب قيادته للبلاد. وينفي خان أنه تلقى دعماً من الجيش.
وتأتي تلك التطورات المتسارعة في وقت تعاني فيه باكستان أزمة اقتصادية متكررة، وتعوّل حكومة خان على صندوق النقد الدولي لإصدار الشريحة التالية من حزمة إنقاذٍ قيمتها ستة مليارات دولار، لدعم احتياطيات العملات الأجنبية المتناقصة.