حذر إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأحد، من استمرار العدوان الإسرائيلي في القدس واستمرار اقتحام المسجد الأقصى في محاولة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
جاء ذلك في مهرجان دعت له حركة حماس في الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” التي وقعت في مايو/ أيار من العام الماضي، واستمرت 11 يومًا، وخلفت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، بينما استطاعت المقاومة ضرب معظم مدن الاحتلال بالصواريخ.
وقال هنية إن “هناك دعوات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى وتنظيم مسيرة الأعلام، وأقول بكل وضوح وأحذِّر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم، فشعبنا والمقاومة في المقدمة، لا ولن تسمح ولن تقبل بتمرير هذه الخزعبلات اليهودية في المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف هنية: “قرارنا واضح لا تردد ولا تلعثم فيه، سنواجه بكل الإمكانات ولن نسمح مطلقًا باستباحة المسجد الأقصى أو بالعربدة في شوارع القدس وضد أهلنا في القدس وفي الضفة وفي الداخل”، داعيًا الجماهير الفلسطينية لأن تكون على كامل الجهوزية والاستعداد لحماية المسجد الأقصى ولعدم السماح بالعربدة داخله.
وأكد على أن مرحلة ما بعد “سيف القدس” تختلف كليًا عما قبلها، مشيرًا إلى أن غزة ومقاومتها هي التي أشهرت السيف على رأس المحتل وضربت عمق الاحتلال.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس: “بعد عام على هذه المعركة نقف على حجم التحولات الاستراتيجية التي أحدثتها هذه المعركة التي شكلت نقطة تحول مهم في مجرى الصراع مع العدو وفتحت الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة مختلفة.. معركة سيف القدس كانت مركبة وشاملة ونتائجها متعددة الأبعاد لم تقتصر بتأثيراتها على القضية الفلسطينية بل تعدت إلى المنطقة والمجتمع الدولي”.
وأشار هنية إلى مبادرة المقاومة عند بدء المعركة بضرب نظرية الأمن والردع لدى الاحتلال، مشيرًا إلى أن المقاومة هي من حققت الردع بعد أن نقلت المعركة لأرض الاحتلال، وكشفته أمنيًا وعسكريًا.
وقال إن “معركة سيف القدس أدخلت عناصر جديدة على ميزان القوة الاستراتيجية من شعبنا الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن قادة الاحتلال حاولوا خلال الفترة الماضية الحد من حالات الاحتكاك بتأثير تداعيات هذه المعركة.
ولفت إلى أن من أهم العناصر التي دخلت على ميزان القوة خلال المعركة هو التحام غزة مع الضفة وأهالي الداخل حتى بات الاحتلال يحسب لذلك ألف حساب، كما قال.
وأضاف: “أهلنا في الداخل الفلسطيني كنز مدخر لشعبنا ومقاومته وسيكون عنصر حاسم في حسم الصراع التاريخي مع العدو، ولذلك ميزان القوة الاستراتيجي هو في صالحنا اليوم”.
وتابع: “لم يعد هناك حاجز يحول دون قيام أي شخص لتسديد ضربة مباشرة للعدو كما حصل في الآونة الأخيرة حين تخطى الأبطال الحواجز وكل التحديات الأمنية ونفذوا عملياتهم البطولة في قلب الكيان الإسرائيلي”.
وشدد على أن “معركة سيف القدس وحدت الأرض والشعب والقضية، وأزالت الحواجز الجغرافية داخل فلسطين التاريخية وصهرت كل أبناء الشعب في الداخل والخارج، وأصبحت الأرض الفلسطينية موحدة والشعب الفلسطيني موحد والقضية الفلسطينية برزت على حقيقتها كقضية تحرر وطني، وباتت نتائج سيف القدس ذات تأثير عميق سيكون لها ما بعدها في كافة المواجهات التي سيخوضها شعبنا ومقاومته ضد الكيان”.
وتابع: “انتزاع الحقوق وصناعة الانتصار في أيدينا وليست في أيدي عدونا، ونحن نقرأ كل المتغيرات على صعيدنا الفلسطيني وعلى صعيد المنطقة والعالم وكلها ستصب في مصلحة شعبنا”.
وأكد رئيس حركة حماس، على أن المعركة مع الاحتلال دخلت مرحلة جديدة في كل أبعادها ومآلاتها، قائلًا: “سنحقق نصرًا كبيرًا لهذا الشعب، وسنحرر الأسرى والمسرى ويخرج العدو من فلسطين التاريخية ويعود اللاجئون.. هذا وعد صادق غير مكذوب .. نحن لا نتحدث فقط وأفعالنا تسبق كلماتنا وصراعنا مع المحتل الصهيوني دخل مرحلة جديدة”.
من جانبه، قال زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، إن “معركة سيف القدس محطة فارقة في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني ومسيرته نحو القدس ونحو فلسطين”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استمرار الانتهاكات والتهديد والتهويد الذي تتعرض له القدس، واستمرار المعركة من أجلها على مدار الوقت.