حي بطن الهوى- معاناة مستمرة نتيجة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
“إذا كان غريمك القاضي لمين تشكي”، عبارة يرددها أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان، لما يتعرضون له من ظلم من سلطات الاحتلال التي تلاحق أبناء الحي بالاعتقالات والاعتداءات، بينما تترك المستوطن وحراسه دون محاسبة.
حي بطن الهوى، أحد أحياء بلدة سلوان، يتميز بأبنيته السكنية المتلاصقة ومنازله الصغيرة، وارتفاع اعداد السكان فيها، ويفتقر الحي للساحات العامة والأماكن الآمنة لأطفاله، ويعاني السكان من عدم الاهتمام بالبنية التحتية “فلا شوارع معبدة ولا أرصفة ولا إنارة كافية للشوارع ليلا”، أما المعاناة الأكثر صعوبة وقساوة بدأت عام 2004 بعد سيطرت الجمعيات الاستيطانية على منزل وبناية في هذا الحي وازدادت البؤر الاستيطانية خلال السنوات الماضية وانتشرت في معظم شوارعه، وباتت المعاناة يومية من اعتداءات المستوطنين وحراسهم من جهة وقوات الاحتلال من جهة ثانية.
خلال الاسابيع الماضية تكررت اعتداءات المستوطنين وحراسهم على السكان، – خلال تواجدهم أمام منازلهم- بغاز الفلفل والشتائم والدفع واطلاق الرصاص الحي، أما قوات الاحتلال فتفرق السكان مستخدمة القنابل الغازية والصوتية والأعيرة المطاطية، وبعد كل اعتداء يعاني السكان من اقتحام منازلهم وتنفيذ اعتقالات لأبنائهم واستدعاءات.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، أن مخابرات وقوات الاحتلال خلال اليومين الأخيرين نفذت اعتقالات واستدعاءات طالت العديد من أبناء حي بطن الهوى، لتحقيق معهم بشبهة “الاعتداء على المستوطنين”، ومن بينهم رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي، واعتقال كايد الرجبي عضو اللجنة “لا يزال قيد الاعتقال وجلسته القادمة يوم غد”.
من جهته، قال زهير الرجبي رئيس لجنة حي بطن الهوى:” ادعاءات وتهم “الاعتداء على المستوطنين” توجه لسكان الحي، هذه ضريبة يدفعها السكان “كبار السن وأطفال وشبان” بشكل شبه يومي، لافتا انه خلال التحقيق معه نفى التهمة الموجهة ضده موضحا للمحقق ما يعانيه السكان من الاعتداءات ورغم ذلك أفرج عنه بشرط “الحبس المنزلي لمدة يوم، وعدم الاقتراب من المستوطنين مسافة 100 متر”، موضحا انه بعد الإفراج عنه تلقى اتصالا من المخابرات طالبته بإحضار نجله حمزة للتحقيق على ذات التهمة”.
سيدة من الحي قالت:” لا يوجد ساحة عامة او ملاعب ليتمكن أطفالنا من قضاء أوقات الفراغ خلال العطلة الصيفية، يلتقون ويلعبون أمام منازلنا لكنهم لا يسلمون من اعتداءات المستوطنين الذين يتواجدون في الحي، شتائم دفع منعهم من اللعب ، هذه حياتنا اليومية”.
وأضافت السيدة التي تعيش في الحي منذ سنوات:” يوم بعد الآخر تزداد المعاناة، حياتنا تحولت الى جحيم في بطن الهوى بعد ازدياد البؤر الاستيطانية وأعداد المستوطنين في الحياة، اعتداءات لا تتوقف من المستوطنين والشرطة توفر لهم الحماية والدعم من خلال اعتقال ابنائنا وفرض الحبس المنزلي عليهم وبالاعتداء علينا بالقنابل الغازية.”
وتسعى جمعية “عطيرت كوهنيم” للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى منطقة “بطن الهوى”، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، وتدعي جمعية “عطيرت كوهنيم” أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية المستوطنين من اليمن لأرض بطن الهوى.
ويقام على الأرض ما بين 30-35 بناية سكنية، يعيش فيها حوالي 86 عائلة مؤلفة من 700 فردا، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ عشرات السنين، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية، ويخوض السكان منذ سنوات صراعهم في المحاكم لاثبات حقهم في منازلهم.