اخبار

مراقبون: لهذه الأسباب لم تشارك حركة حماس في المعركة الأخيرة ضد “إسرائيل”

في تصريحاته التي حملت تهديدات للجيش الإسرائيلي في حال تم انتهاك هدنة وقف إطلاق النار، قال الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد النخالة، إن حركة حماس لم تتدخل عسكريا في الحرب.

ويحاول المسؤولون الإسرائيليون فصل حركة “حماس” عن “الجهاد الإسلامي”، فيما يتعلق بالمعركة الأخيرة.

وقالت مصادر إسرائيلية إن التقديرات بأن “حماس” غير معنية بحرب أو تصعيد كانت حاسمة.

وطرح البعض تساؤلات عن أسباب عدم مشاركة حركة “حماس” مع “الجهاد الإسلامي” في المعركة الأخيرة، ومدى إمكانية أن تؤثر هذه الخطوات في العلاقة بينهما وبين “حماس” وفصائل المقاومة الأخرى.

أسباب متعددة
قال المحلل السياسي الفلسطيني، ثابت العمور، إن “حركة حماس لم تتدخل عسكريا بالفعل في المعركة الأخيرة مع الاحتلال، إلا أن الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” أكد على أنها وفرت بيئة مناسبة لعمل المقاومة، مؤكدا أن حركة الجهاد تحرص على الوحدة الوطنية، وتحدثت بلغة وحدوية جامعة، لا سيما وأن التصريحات صادرة عن أعلى مستوى سياسي في الحركة”.

وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “على مستوى الشارع الفلسطيني، كان هناك استغراب وتساؤلات مركزية عن سبب امتناع حركة “حماس” عن المشاركة في المعركة الأخيرة مع حركة “الجهاد الإسلامي”، لا سيما وأن إسرائيل هي من بدأت في الاغتيالات”.

ويرى العمور أن “أسباب عدم تدخل “حماس” في الحرب يتعلق بالحركة فكرا وممارسة، ففي الفكر تتبنى “حماس” استراتيجية الإعداد والبناء للتحضير لمعركة نهائية وهو ما تسميه حماس بالمراكمة، بل أن أحد أسباب نشأة حركة “الجهاد الإسلامي” مطلع الثمانينيات أنها أخذت على “حماس” – ولم تكن حينها حماس بهذا المسمى كانت جناح الإخوان – أنها أجّلت الاشتباك مع الاحتلال، وبالتالي بخلاف “الجهاد الإسلامي” فإن “حماس” تولي البناء التنظيمي والإعداد أولوية على الاشتباك”.

واستطرد: “هذا كان ولا يزال قبل الدخول في فخ الحكومة، لأن واحدا من أهم الأسباب أن مقتضيات العمل المقاوم فلسطينيا تختلف عن متطلبات العمل السياسي الرسمي، وبالتالي انتقال “حماس” من حركة مقاومة إلى الانتخابات وفوزها بالأغلبية ثم إدارتها لكل مناحي الحياة في قطاع غزة، ووجود أكثر من 30 ألف موظف لحماس في القطاع الحكومي بغزة، كل ذلك أوجد مجموعة تحديات وحسابات، وبالتالي أصبح العمل السياسي الرسمي على حساب العمل المقاوم”.

وأوضح أن “تمويل هؤلاء الموظفين وتشبيك محددات العلاقات الخارجية لحركة “حماس” يعد عاملا آخر ضاغط باتجاه عدم الأريحية في الذهاب للحرب، وهو ما يفسر أن أحد الأطراف التي اتصلت بـ”حماس” وأبلغتها ألا تتدخل في الحرب هي قطر، ولا يمكن رفض الوساطة القطرية لجملة اعتبارات أهمها أن قطر تدفع منحة مالية لغزة تبلغ 30 مليون دولار شهريا عبارة عن منحة وجزء لوقود محطة الكهرباء”.

وتابع بالقول: “وكذلك حديث العالم العبري بشكل مباشر إلى “حماس” بأن الحرب هي فقط ضد الجهاد الإسلامي ولا علاقة لـ”حماس” بها، وبالتالي قررت الحركة عدم التدخل والانخراط في الحرب، أولا استجابة للوسطاء، ثانيا فهم الرسالة الإسرائيلية، وثالثا لإدراك الحركة ارتفاع التكلفة اقتصاديا، رابعا لتحافظ “حماس” على موقعها وتموضعها في حكم غزة، وكذلك لأن فكر “حماس” في الاشتباك أبطأ من الجهاد الإسلامي”.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أن “حماس” تريد أن تكون هي من يدير المشهد سواء للتهدئة أو للتصعيد، وبالتالي لا تقبل أن يسحبها “الجهاد الإسلامي” للمواجهة، وهو ما يفسر طلب حماس من الجهاد التريث في الاشتباك قبيل معركة سيف القدس الماضية كي تدخل معه في المعركة وتشترك وألا ينفرد الجهاد بالهجوم”.

علاقات وطنية
بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصباح أبو كرش، أن “زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قدم درسا في الخطاب المسؤول وطنيا عندما تحدث حول محاولة ضرب العلاقة الاستراتيجية بين حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، إذ قام بتقدير الموقف بشكل منطقي ساهم في إسكات الكثير من الألسن المتربصة بهذه العلاقة، وغيرها من بعض السذج المحسوبين على الحركتين”.

وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “حماس كان لها موقف من الاستعجال في الخوض بأمور قد تكون أدت إلى حدوث هذه الحرب، ويعود ذلك لأسباب كثيرة، لكن موقفها هذا لم يؤثر على دعمها غير المباشر لكل فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب وهو الأمر الذي تدركه جيدا هذه الفصائل، فمن غير حركة “حماس” الحاضن المركزي للمقاومة الفلسطينية في حالات الهدوء والحرب وهي من تدفع الثمن الأكبر لذلك”.

وتابع: “هذه ليست آخر الحروب العسكرية التي ستخوضها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني ومقاومته وعلينا جميعا استخلاص العبر، وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق بشكل إيجابي عندما نتوحد في كل شيء، وخاصة عندما يرتبط الأمر بأخذ قرارات تخص قضايا حساسة ومصيرية”.

ويرى أبو كرش أن “العلاقات المميزة التي تجمع بين حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تستفز إسرائيل كثيرا وستواصل سعيها من أجل ضرب هذه العلاقات الفلسطينية الوطنية، والمطلوب من الكل الفلسطيني هنا الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في ذلك”.
في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي المقيم في قطاع غزة، مصطفى الصواف، أن “هناك تعاونا وتنسيقا على درجة عالية بين حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، لكن لم يعلن عن كيفيته خلال أيام المعركة الأخيرة مع إسرائيل”.

وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “ليس بالضرورة أن تكون المشاركة عسكرية، تم تكتيك الأمر في غرفة العمليات المشتركة بين الحركتين، لكن ليس معلومًا كيف لعبت المقاومة بتكيكاتها العسكرية داخل غرفة العمليات لمواجهة إسرائيل في هذه الحرب”.

وكان النخالة أشار في معرض حديثه إلى موقف حركة “حماس”، مؤكدا على “وحدة قوة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني”، وقال: “إننا والإخوة في “حماس” في تحالف مستمر وأيضا مع كافة قوى المقاومة، العدو لن يستطيع أن يفرق بين قوى المقاومة الفلسطينية”.

وأضاف: “أطمئن كل الإخوة، رغم محاولة العدو التفرقة بين حماس والجهاد، ومحاولة وضع حماس في زاوية أنها عاقلة وحكيمة ولم تتدخل في المعركة، ومحاولة العدو أن يقول إذا تدخلت “حماس” نحن سنستهدفها، نعم هذا في وجه منه صحيح، صحيح بمعنى أن حماس لم تتدخل عسكريا في هذه المعركة”.

وأبقت “حماس” صواريخها في المخابئ، ولم تطلق أيا منها باتجاه إسرائيل، على الرغم من إعلانها أن “المقاومة الفلسطينية موحدة في الرد على العدوان الإسرائيلي” بحسب الناطق باسمها عبد اللطيف القنوع.

وشدد رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار عما وصفه بالنجاح في الفصل بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي معتبرا أنها غاية استراتيجية تحققت، فيما شدد قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) قبل يومين على أنه يجب الحفاظ على هذا الفصل.

ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة حيز التنفيذ، مساء أمس الأحد، بعد جولة من التصعيد استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن استشهاد 43 فلسطينيا وإصابة العشرات.

ودعت جمهورية مصر العربية، في وقت سابق، إلى “وقف إطلاق النار بين حركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة وإسرائيل بشكل شامل ومتبادل من الساعة 23:30 مساء بالتوقيت المحلي”.

واغتالت إسرائيل خلال حملتها العسكرية، الممتدة منذ عصر الجمعة، عددا من القياديين في “الجهاد الإسلامي” وذراعها المسلح “سرايا القدس”، فيما كثفت الحركة قصفها مناطق جنوبي ووسط إسرائيل بما في ذلك منطقة “غوش دان” التي تضم تل أبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى