غضب فلسطيني وترحيب إسرائيلي بعد إعلان مارفل عن بطلتها الخارقة “صبرا”
غضب فلسطيني وترحيب إسرائيلي بعد إعلان مارفل عن بطلتها الخارقة “صبرا”
كشفت شركة مارفل العالمية عن شخصية جديدة ستلعب دور بطلة خارقة إسرائيلية ستظهر في فيلم “كابتن أمريكا” القادم، والتي ستقوم بدورها الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس.
وأعلنت مارفل عن الشخصية الجديدة في فيلمها القادم “نيو وورد أوردر” (New World Order)، المقرر عرضه في 3 مايو/أيار 2024 في مهرجان D23 Expo الذي أقامته ديزني ستوديوز في أنهايم، جنوب لوس أنجلوس يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول الجاري.
شخصية “صبرا” في الكوميكس
ومن المقرر أن تلعب الممثلة شيرا هاس، البالغة من العمر 27 عاما، دور صبرا، وهي بطلة يهودية وعميلة سابقة في الموساد والمعروفة أيضا باسم روث بات سيراف.
وظهرت شخصية صبرا، المشتقة من كاريكاتير Marvel Universe في الثمانينيات، في الكوميكس كبطلة إسرائيلية خارقة تكرس قوتها لخدمة الموساد.
وفي القصص المصورة، ترتدي صبرا ثيابا بيضاء ووشاحا أزرق تعلقه على رقبتها مع نجمة داوود كتمثيل للعلم الإسرائيلي.
ردود فعل غاضبة
في الوقت الذي رحب فيه الإسرائيليون بالدور الجديد، أعرب العديد من الفلسطينيين والنشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية عن اعتراضهم على تجسيد الدور البطولي للشخصية الإسرائيلية، مطالبين بمقاطعة الشركة المنتجة.
ويعود هذا الاستياء العربي الفلسطيني بشكل خاص، من استخدام اسم صبرا الذي يذكرهم بمجزرة “صبرا وشاتيلا”، التي راح ضحيتها الآلاف من الأرواح في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد ميليشيات لبنانية نفذت المجزرة تحت الحماية الإسرائيلية.
وندد معهد تفاهم الشرق الأوسط (IMEU)، وهو منظمة غير حكومية مؤيدة للشعب الفلسطيني، بوجود صبرا في الفيلم، قائلا إنه “من خلال تمجيد الجيش والشرطة الإسرائيليين، تشجع مارفل العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وتسمح باستمرار اضطهاد الملايين منهم الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي نظام عسكري استبدادي”.
وكتب ملهم حيدر في منشور على موقع فيسبوك، “إذا كانت هناك لمارفل الإرادة بلعب لعبة السياسة على مستوى معتدل، فكان عليها إبتكار شخصية خارقة فلسطينية تحمي الأطفال والشيوخ من صواريخ القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يحدث يومياً، أو عمل شخصية خارقة يهودية بعيدة عن الصهيونية والهوية الإسرائيلية الدموية”.
من جانبها، حاولت شركة مارفل تهدئة الانفعالات الدائرة حول شخصيتها الخارقة الجديدة، قائلة في مقابلة لشبكة “سي إن إن” (CNN) “يتم دائما إعادة تصور شخصيات من مارفل يونيفرس لتناسب السينما والجمهور اليوم”.
ترحيب إسرائيلي
أشادت الدبلوماسية والمتحدثة الرسمية في سفارة إسرائيل في الأرجنتين، أميتال بيري، بشخصية مارفل الجديدة. وكتبت في تغريدة نشرتها عبر حسابها الخاص على تويتر “صبرا هي بطلة إسرائيلية خارقة خدمت في الموساد، وهي شخصية من “مارفل” من 1980 إلى 1981، وقد عادت الآن. أرغب بمشاهدة الفيلم الآن!”.
فيما ادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب الاعتراض على شخصية صبرا هو الخوف من أن تؤدي إلى نشر صور نمطية مسيئة للعرب وتشارك في “نزع الصفة الإنسانية” عن الفلسطينيين في السينما.
أخبر أفنير أفراهام، ضابط مخابرات سابق ومؤسس وكالة “سباي ليجند” (Spy Legends)، التي تقدم المشورة بشأن الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تعرض جواسيس إسرائيليين، وسائل الإعلام الأمريكية أن هذا التصوير الجديد لصبرا سيمكن جيل الشباب من التعرف على الموساد بشكل أفضل.
وقال “إن طريقة تيك توك والكارتون للتحدث مع الجيل الجديد ستمكن من استخدام كلمة الموساد”. ووفقا له، فإن مثل هذا الانكشاف يمكن أن يساعد حتى المخابرات الإسرائيلية في تجنيد مصادر في دول أخرى.
اتهامات بالسرقة
قال رسام الكاريكاتير الإسرائيلي، يوري فينك، إنه كان أول من ابتكر شخصية تدعى صابرامان في عام 1978، مشيرا إلى أنه غير متأكد من أن تصوير مارفل لصبرا سيكون “إيجابيا في الوقت التي نمر به الآن”، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
وأضاف فينك “أولئك الذين يعملون في مارفل اليوم ليس لدي أي شيء ضدهم، لكن لن يكون لدينا تصوير أكثر دقة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. واقترح أنه على شيرا هاس قراءة النص بعناية لتتأكد من عدم تصوير الشخصية بشكل مثير للمشاكل، خاصة مع اعتبار أن شكل الممثلة الإسرائيلية لا يتطابق مع شخصية صبرا في القصة.
وكتب الفنان الإسرائيلي يوم الأحد، على صحفته على تويتر “استيقظت على رسائل لا حصر لها تخبرني أن الوقت قد حان لمقاضاة مارفل وكسب الكثير من المال”.
وأشار في تغريدة أخرى “لم يتغير شيء منذ ذلك الحين باستثناء أن مارفل أصبحت الآن جزءا من ديزني مع محامين أقوياء لذلك فإن الأمر لا يستحق كل هذا الجهد”.