المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقة من ضعف السلطة الفلسطينية في جنين
عبّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها إزاء ضعف السلطة الفلسطينية في مدينة جنين وعدم قدرتها على السيطرة على الفوضى، ويحذر مسؤولو الأمن الإسرائيليون من أنه في النهاية، لن يكون هناك مفر من عملية عسكرية كبيرة لجيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة جنين.
وتقول مصادر أمنية إسرائيلية: “إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على السيطرة على ما يحدث على الأرض، والغربة بين السلطة الفلسطينية والسكان في منطقة جنين تزداد سوءا”. الجدير بالذكر خلال الفترة الماضية قامت أجهزة أمن السلطة بعمليات لجمع الأسلحة غير المشروعة واعتقال المشتبه بهم وقد واجهت صعوبات كبيرة.
في 7 يناير/كانون الثاني 2022، تصاعد الوضع الأمني في منطقة جنين بعد أن اعتدى أفراد من الأجهزة الأمنية على ثلاثة شبان فلسطينيين بالهراوات. وكان من بين المراهقين المعتقلين محمد الزبيدي، نجل زكريا الزبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى، والذي يحظى باحترام كبير في منطقة جنين، وكان من بين السجناء الستة الذين فروا من سجن جلبوة الإسرائيلي عبر “نفق الحرية” في سبتمبر/أيلول الماضي.
ولم يتضح بعد دافع الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن الهجوم واعتقال الثلاثة، لكن الحادث أثار غضب سكان جنين وزاد من حدة التوتر بين قوات الأمن والجماعات المسلحة في المدينة.
وفسرت شوارع جنين الاعتقال بأنه جزء من التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية ووكالة الأمن العام الإسرائيلية (الشباك) وحملة الانتقام من زكريا الزبيدي لهروبه من السجن الإسرائيلي.
وردا على الحادث، فتح مسلحون فلسطينيون النار على مبنى المقاطعة في جنين، الذي يعد مقر للسلطة الفلسطينية في المحافظة. وبعد ساعات قليلة، أطلق سراح الثلاثة، بمن فيهم محمد الزبيدي.
في اليوم التالي، قال محافظ جنين أكرم الرجوب لوسائل إعلام محلية إن “قوى الظلام” (في إشارة إلى حماس) تحرض المجتمع الفلسطيني، ووصف إطلاق النار على مبنى المقاطعة في جنين بأنه “جريمة تخدم الاحتلال”.
ووعد المحافظ الرجوب بمعاقبة من أطلقوا الذخيرة الحية على مبنى المقاطعة، وأعلن أن “السلطة الفلسطينية ستواصل ملاحقة الجناة ومن يطلقون النار في الهواء”.
وردا على تصريحات الرجوب، أكد خالد الحاج، أحد كبار نشطاء حماس بالضفة “إن حماس لا علاقة لها بالأحداث الأخيرة في جنين، وأن موقف المنظمة يقول إن “الإضرار بالمؤسسات الفلسطينية جريمة، والاعتقالات الإدارية وإهانة الناس جريمة أكبر”.
ردود فعل إسرائيل
بعد أن استضاف وزير الدفاع بيني غانتس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزله في روش هاين في 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، كشف مسؤولون أمنيون كبار أن جيش الدفاع الإسرائيلي كان على وشك شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين، لكنه تراجع في نهاية المطاف. وقال رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلى ابيب كوتشافى فى محادثات مغلقة انه بدلا من ذلك حفزت اسرائيل قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية على دخول مدينة جنين واعتقلت العديد من النشطاء واستولت على اسلحة .
حسب المسؤولون الإسرائيليون أصبحت مدينة جنين “عاصمة الإرهاب” في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، ويبدو أن السلطة الفلسطينية، على الرغم من جهودها حتى الآن، غير قادرة على السيطرة على الوضع الأمني في المنطقة.
على حد تعبيرهم “الجو تجاه السلطة الفلسطينية عدائي للغاية”. موضحين أن أبناء كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية يعيشون حياة جيدة ومزايا مختلفة.
ووفقا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى، إذا لم تقم السلطة الفلسطينية بتصحيح الفوضى بسرعة والسيطرة على الفوضى الأمنية في منطقة جنين، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سيضطر إلى “التنظيف” من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق.